عمر التميمي ، عن يونس الطّنافسي ، عن محمّد بن يوسف ، عن جده عبد الله بن سلام ، قال :
قال للمصريين : لا تقتلوه ، فإن الله قد رفع عنكم سيف الفتنة منذ بعث نبيّه صلىاللهعليهوسلم ، فلا يزال مرفوعا عنكم حتى تقتلوا إمامكم ، فإن قتلتموه سلّ عليكم سيف الفتنة ، ثم لم يرفعه عنكم حتى يخرج عيسى بن مريم ، والثانية إن مدينتكم لم تزل محفوفة بملائكة منذ نزلها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولئن قتلتموه ليرفعنّ عنها ، ثم لا تحفونها حتى تلتقوا عند الله تعالى ، والثالثة : تا لله لقد حقّ له عليكم ما يحقّ للوالد على ولده إن رآه نائما ألّا يوقظه ، والرابعة : إنه لا يستكمل ذا الحجة حتى يأتي على أجله ، ولو لا ما على العلماء لعلمت أن ما هو كائن سيكون ، فشتموه وهمّوا به ، فانصرف عنهم.
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي ، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم ، أنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد الصّيرفي ، أنا أبو العباس السّرّاج ، نا قتيبة ، نا ابن لهيعة ، عن الحارث ، عن أبي سلمة قال :
قال عبد الله بن سلام للناس وناشدهم في قتل عثمان : لا تقتلوه ، فإنكم إن قتلتموه ، فإنّما مثلكم في كتاب الله كمثل قرقور (١) في البحر مرة يستقيم ، ومرّة لا يستقيم.
أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن ، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد ، أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي ، نا عارم أبو النعمان ، نا عبد الله بن المبارك الخراساني ، عن عمر بن محمّد بن يزيد ، عن أبيه ، عن ابن عمر قال :
لا تقتلوا عثمان ، فإنكم إن قتلتموه لم تصلّوا جميعا أبدا ، ولا تحجّوا جميعا أبدا ، ولم تقاتلوا عدّوا جميعا أبدا ، إلّا أن تجتمع الأجساد والقلوب متفرقة ، وقال له عثمان : يا أبا عبد الرّحمن ما ذا صنعت في كذا وكذا في شيء صنعه؟ فقال عبد الله بن عمر : إن كان صوابا فتقبل الله منك ، وإن كان خطأ فغفر الله لك.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمّد عبد الله بن الحسن بن بندار ، نا أبو جعفر بن محمّد بن إسماعيل الصائغ ، نا قبيصة ـ هو ابن عقبة ـ نا إسرائيل ، عن أبي يعفور العبدي ، عن مسلم أبي سعيد ، قال :
__________________
(١) القرقور : ضرب من السفن ، وقيل : هي السفينة العظيمة ، أو الطويلة (اللسان).