عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن عنبسة بن الأزهر ، عن يحيى بن الجزّار ، عن علي أنه قال لعثمان :
إن سرّك أن تلحق بصاحبيك فأقصر الأمل ، وكل دون الشبع ، وانكس الإزار ، وارقع (١) القميص واخصف النعل تلحق بهما.
المحفوظ أن عليا قال ذلك لعمر يعني بصاحبيه النبي صلىاللهعليهوسلم وأبا بكر.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، أنا محمّد بن أحمد بن المسلمة ، أنا عثمان بن محمّد بن القاسم ، أنا عبد الله بن [أبي](٢) داود ، نا محمّد بن عمر بن هيّاج ، نا يحيى بن عبد الرّحمن ـ يعني الأرحبي ـ حدّثني عبد الله بن عبد الملك بن أبجر (٣) ، عن إياد بن لقيظ ، عن يزيد بن معاوية [بينا يزيد بن معاوية ـ](٤) الأشجعي ، قال : إنّي لفي المسجد زمن الوليد بن عقبة في حلقة فيها حذيفة ، قال : فليس إذ ذاك حجزة ولا جلاوزة (٥) إذ هتف هاتف : من كان يقرأ على قراءة أبي موسى فليأت الزاوية التي عند أبواب كندة ، ومن كان يقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود فليأت هذه الزاوية التي عند دار عبد الله ، فاختلفا في آية من سورة البقرة ، قرأ هذا : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ) للبيت وقرأ هذا (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)(٦) فغضب حذيفة واحمرّت عيناه ، ثم قام فغرز قميصه في حجزته (٧) وهو في المسجد وذلك في زمن عثمان. فقال : إما أن تركب إلى أمير المؤمنين وإمّا أن أركب ، فهكذا كان من قبلكم ، ثم أقبل فجلس ، فقال : إن الله بعث محمّدا صلىاللهعليهوسلم فقاتل بمن (٨) أقبل من أدبر حتى أظهر الله دينه ، ثم إنّ الله قبضه ، فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد ، [ثم إن الله استخلف أبا بكر فكان ما شاء ، ثم إن الله قبضه فطعن في الإسلام طعنة جواد](٩) ثم إنّ الله استخلف عمر ، فنزل وسط الإسلام ، ثم إنّ الله قبضه ، فطعن الناس في الإسلام طعنة (١٠) جوادا (١١) ، ثم إنّ الله استخلف
__________________
(١) الأصل : ادفع ، وفي م : ارفع ، والمثبت عن المختصر ١٦ / ١٦٨.
(٢) سقطت من الأصل وم ، والخبر في كتاب المصاحف ط بيروت ص ١٨.
(٣) الأصل والمصاحف : الحر ، والمثبت عن م.
(٤) الزيادة عن م.
(٥) الجلاوزة جمع جلواز ، وهو الشرطي.
(٦) سورة البقرة ، الآية : ١٩٦.
(٧) في حجزته : الحجزة موضع شد الإزار من الوسط ، وقيل : موضع التكة من السراويل.
(٨) الأصل : من ، والتصويب عن م.
(٩) الزيادة بين معكوفتين عن م وكتاب المصاحف.
(١٠) الأصل وم : وطعنه ، والتصويب عن كتاب المصاحف.
(١١) كذا بالأصل وم.