بكير بن عبد الله ، عن عبد الله بن مسلم الزهري أن ابن النعمان بن بشير حدّثه.
أن النعمان بن بشير حضر ابن خارجة تكلّم بعد أن مات ، فيما يرون ، وغطّي ، وهو أحد بني الحارث بن الخزرج ، فكان أوّل ما تكلّم به أن قال : محمّد رسول الله ، أشهد حقا ، وأبو بكر بن أبي قحافة ، الضعيف في أعين الناس ، القوي في أمر الله ، أشهد حقا ، عمر بن الخطّاب القوي الأمين ، أشهد حقا ، عثمان بن عفّان على منهاجهما ، أشهد حقا ، بئر أريس ، وما بئر أريس ، وقلتم في بئر أريس ، وسترون ما هو شرّ منها ، مضت اثنتان وبقيت أربع ، أكل الشديد الضعيف.
قال بكير : وأخبرت عن ابن المسيّب أنه كان يحدّث بمثل هذا سواء (١).
أخبرنا أبو عبد الله بن البنّا ، أنا أبو القاسم يوسف ، أنا أبو عمر ، أنا أبو بكر ، نا جدي يعقوب ، نا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ، نا الضحاك بن ميمون ـ وأثنى عليه خيرا ـ وقال : شيخ صدوق ، وليس به بأس ، وكان معاذ بن معاذ حسن الرأي فيه نا داود بن أبي هند ، حدّثني زيد ـ أو يزيد ـ بن نافع ، عن حبيب بن سالم ، عن النعمان بن بشير أنه قال :
بينما زيد (٢) بن خارجة يمشي في بعض طرق المدينة بين الظهر والعصر خرّ ميتا ، فنقل إلى أهله وسجّي ببردين ، وكساء ، فاجتمع عليه نسوة من الأنصار يصرخن حوله إذ سمعوا صوتا بين المغرب والعشاء من تحت الكساء وهو يقول : أنصتوا ، أنصتوا ـ مرتين ـ قال : فحسر عن وجهه وصدره ، فقال : محمّد رسول الله النبيّ الأمّي ، وخاتم النبيين ، كان ذلك في الكتاب الأوّل ، ثم قيل على لسانه : صدق ، صدق ، صدق ، ثم قال : أبو بكر الصّدّيق خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم القوي الأمين ، كان ضعيفا في بدنه ، قويا في أمر الله عزوجل ، كان ذلك في الكتاب الأوّل ، ثم قيل على لسانه : صدق ، صدق ، صدق ، ثم قال : الأوسط أجلد القوم عبد الله عمر أمير المؤمنين الذي كان لا يخاف في الله لومة لائم ، وكان يمنع الناس أن يأكل قويّهم ضعيفهم ، كان ذلك في الكتاب الأوّل ، ثم قيل على لسانه : صدق ، صدق ، صدق ، ثم قال : عثمان أمير المؤمنين ، رحيم بالمؤمنين ، معافي الناس في ذنوب كثيرة ، خلت ثنتان ـ أو قال : ليلتان ـ وبقي أربع.
__________________
(١) اللفظة شديدة الاضطراب بالأصل تقرأ : «اسموا» والمثبت عن م.
(٢) كذا بهذه الرواية زيد بن خارجة ، وقد مرّ في روايتين سابقتين أنه خارجة بن زيد ـ أبوه ـ قال ابن الأثير في أسد الغابة ٢ / ١٣٢ في ترجمة زيد : وليس بصحيح.
قال : وهذا زيد هو الذي تكلم بعد الموت في أكثر الروايات ، وهو الصحيح.