قال داود (١) : مضت سنتان وبقي أربع حتى يقع الاختلاف ، قال : ثم اختلف الناس ولا نظام لهم ، وأبيحت الأحماء ودنت الساعة ، وأكل الناس بعضهم بعضا ، فقالوا : قضاء الله وقدره ، قال : ثم قال : يا أيها الناس أقبلوا على أميركم ، واسمعوا وأطيعوا ، قال : ثم يحرّك (٢) داود شفتيه برجل ولا يظهر (٣) لنا ، فإنه على منهاج عثمان ، فمن تولّى بعد ذلك فلا يعهدنّ دما ، كان أمر الله قدرا مقدورا ـ ثلاثا ـ.
ثم قال : هذه الجنة ، وهذه النار ، وهؤلاء النبيون والشهداء ، ثم قال : السلام عليكم ، يا عبد الله بن رواحة ، هل أحسست لي خارجة وسعدا (٤) قال داود : وأبوه وأخوه كانا أصيبا يوم أحد ، قال : ثم قال : (كَلَّا إِنَّها لَظى ، نَزَّاعَةً لِلشَّوى ، تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعى)(٥) ، قال : ثم قال : هذا رسول الله ، السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، قال : ثم خمد صوته وعاد ميتا كما كان.
أخبرنا أبو [محمد بن](٦) حمزة ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أنا محمّد بن حمّاد الرّازي ، قال : سمعت هشام بن عبيد الله عن روح بن عطاء الأنصاري ، حدّثني أبي عن أنس بن مالك قال :
لما مات [زيد](٧) ابن خارجة تنافست الأنصار في غسله حتى كاد يكون بينهم شر ، ثم استقام رأيهم على أن يغسله الغسلة الغسلتين الأولتين ، ثم يدخل من كان فخذ سيّدها فيصب عليه الماء صبة في الثالثة ، وأدخلت أنا فيمن دخل ، فلما ذهبنا نصب عليه ، تكلّم فقال : مضت اثنتان (٨) وغبر (٩) أربع فأكل غنيهم فقيرهم ، فانفضّوا لا نظام لهم. أبو بكر لين (١٠) رحيم بالمؤمنين ، شديد على الكفار ، لا يخاف في الله لومة لائم ، وعمر ليّن رحيم شديد على الكفار ، لا يخاف في الله لومة لائم ، وعثمان ليّن رحيم بالمؤمنين ، وأنتم على منهاج عثمان فاسمعوا وأطيعوا ، ثم خفت فإذا اللسان يتحرك ، وإذا الجسد ميت.
__________________
(١) هو داود بن أبي هند ، أحد رواة الخبر ، راجع السند المذكور آنفا.
(٢) الأصل وم : تحرك.
(٣) كذا بالأصل ، وفي م : تظهر ، وفي المطبوعة : يظهره.
(٤) الأصل : سعدا ، «وسعدا» بزيادة الواو ، عن م.
(٥) سورة المعارج ، الآيات ١٥ ـ ١٨.
(٦) الزيادة للإيضاح عن م.
(٧) الزيادة عن م للإيضاح.
(٨) الأصل وم : اثنان.
(٩) غبر أي بقي.
(١٠) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م.