قلت : عثمان ، [فقال :](١) بأيهما أمرك أن تبدأ ، [قلت : قد سألت فقال](٢) بأيهما شئت ، قال : ثم ذهبنا إلى عثمان ، فقلت : إنّ خالي يدعوك ، فقال لي عثمان : أرسلك إلى أحد؟ فقلت : علي ، فقال : بأيهما أمرك أن تبدأ فقلت : قد قلت له ، فقال : بأيهما شئت ، وقلت له : يقول لك وافني في دار المال ، قال : ووعدهم دار المال ، إلى من جمع قال : فدخلت معهم ، وو الله ما في الدار رجل إلّا من المهاجرين الأولين غيري ، قال : فذاك حين شاورهم واجتمع على بيعة عثمان ، فبايعوه جميعا.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا أبو حامد الشرقي ، نا محمّد بن يحيى الذهلي ، نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرّحمن بن عوف الزهري ، ثنا عمران بن عبد العزيز ، عن عمر بن سعيد بن سريج ، ومحمّد بن عبد العزيز بن (٣) عمر بن عبد الرّحمن بن عوف ، عن ابن شهاب ، عن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة ، عن المسور بن مخرمة ، قال :
كنت أعلم الناس بأمر الشورى ، لأنّي كنت رسول عبد الرّحمن بن عوف ، قال : لما كانت الليلة الثالثة ، وعبد الرّحمن في دار القضاء ، قد جاءت الأنصار من دورها والمسجد كالرمانة ينتظرون ما كان في صباح ذلك اليوم ، فكلّمه سعد ، فقال : يا أبا محمّد ، ما كان أحقّ بهذا الأمر منك ، قال : إنّك يا سعد تحبّ أن يقال : ابن عمه خليفة ، وإنّك يا مسور تحبّ أن يقال : خاله خليفة ، والله لئن تؤخذ مدية وأشار إلى لبته (٤) فتوضع هاهنا ومرّ بيده إلى ثنّته (٥) أحبّ إلي من أن ألي أمر الناس شيئا ، قال : فقام سعد إلى بيته ، فقال : يا أبا إسحاق ، واشهد الصبح والبس السيف ، قال : ودعاني عبد الرّحمن ، فقال : اذهب إلى علي وعثمان ، فائتني بهما ، قال : وكان هواي في علي ، فأحببت أن أعلم ما في نفسه ، قال : فقلت : بأيهما أبدأ؟ قال : بأيّهما شئت ، قلت : آتيك بهما فرادى أو جميعا؟ قال : لا ، بل جميعا ، قال : فبدأت بعلي ، وكان هواي فيه ، قال : فقلت : أرسلني إليك خالي ، قال : أرسل معي إلى غيري؟ قلت : نعم ، إلى عثمان ، قال : فبأينا أمرك أن تبدأ ، قال : لا ، قد سألته ، فقال : بأيهما
__________________
(١) الزيادة عن م.
(٢) الزيادة عن المطبوعة.
(٣) الأصل وم : أن ، تصحيف.
(٤) الأصل : البتة ، والمثبت عن م.
(٥) الثنّة : أسفل البطن.