وفى يده الأخرى فأس وأخذ يصيح ويضرب الحاضرين فجرح كثير منهم وحطم بعض ما لديهم وكان هذا الشاب وكأنه ثمل وكان إذا ما تكلم أو أقدم على عمل شىء يقوم بعض الحضور ويقبلونه ويجلسونه فى ركن ، ولعله كان ابنا لأحد المجرمين ، ثم قام ثانية وصاح قائلا: «أين سيدنا» وبحث عمن يتزوج ليقتله فتقدم إليه من يتقدمون بالرجاء وقالوا له : «ما فى بالى يا عينى».
وقبله من فى المجلس وأغمدوا سكاكينهم ومضى.
وعندما ذهبت العروس الجميلة تلك لتلتقى بزوجها جلست فى ركن بين مظاهر الأبهة وأقبلت بعض صديقاتها قائلات : «الحمد لله فقد جاء معشوقك» لقد غضب وبحث عنك فلم يجدك ، ولا بد أنه قد بسط لسانه بالسوء وعندئذ وقفت العروس هى الأخرى وقالت : عجبا إن معشوقى إذا ما أراد أن يقتلنى فأى ذنب كان منى ، قال إنه سيقدم عشرة أكياس صداقا واطلع الحضور على ما أنفق منذ شهر أو أكثر من دفتر فى يده. وكل منهم كان يتباهى بما قدم إلى ابنته من صداق.
وأمسك من يريد الزواج بسكين معقوف ومشى غاضبا بين جموع الحاضرين وقال إنه أنفق مالا كثيرا وإذا ما وجد من يحبها فسوف يقتلها ، ثم ظهرت العروس من أحد أطراف تلك الساحة ففر طالب الزواج هذا واختفى فى ركن ولم يعد له من أثر وجاءت العروس فى زى آخر وقد لبست ثوبا أحمر فخرج بعض الناس لاستقبالها وقالت العروس :
إن بينى وبين فلان عداء وشاء أن يقتلنى وقد قدم إليه أبى وأمى هذا القدر من أكياس الجوهر والأوانى الذهبية وعرضت ذلك على جميع الحضور فعرفوا من ذلك أن فلانا قدم كل ذلك لهذه العذراء ، وكانت الفتاة إذا ما سكتت لقنها أقاربها ، ثم أخرجت العروس سكينها ومضت وجاء من يريد الزواج فى ثوب آخر وزعم أنه قدم مالا جما لوالديها وعمتها وخالتها وهدايا أخرى كثيرة ، ثم جاءت العروس فى سروالها الأحمر والخنجر معلق فى خصرها وكأنها جندى فأمسكت الخنجر وبحثت عنه ثم جلست فى خيلاء وتكلمت كلاما تقدم فيه النصح ومضت ، ثم قدم طالب الزواج وفى إحدى يديه