إرم ، وجو هذه المدينة لطيف للغاية كما أن فتياتها وفتيانها غاية فى الحسن ، كما أن أهلها يحبون الغرباء ويكرمون وفادة الضيف ، وأهلها يتاجرون فى السمك والأرز والسكر وغير ذلك ، ويجرى إلى وسط المدينة خليج عظيم ينشعب من النيل وعلى جانبى المدينة قصور شامخة تطل على الخليج نوافذها ، كما أن بعض أصحاب هذه القصور يقفون فى النوافذ ويصيدون السمك كما أنهم يتصدقون على الفقراء كما أن الصبيان فيها يبتردون ويسبحون فى هذه الترعة ، ويتعانقون فى دعابة ، وفى هذا الجانب قصور جميلة شامخة متعددة الطبقات ، وأثناء فيضان النيل تتدفق مياهه إلى بعض هذه القصور ، وبعض المنازل فيها زوارق لمواجهة ذلك ويركبون فيها ليمضون بها إلى حيث يريدون ، وترسو هذه الزوارق عند السّفينة.
وفى الشمال من هذه المدينة على ربوة مقبرة وبرج مربع وهو برج مرتفع وفى زمان الكفار كانت جزيرة قبرص تبدو منه وإن كانت مشاهدة قبرص تمس الحاجة فيها إلى نظر جد حديد والأرز من أطيب المأكولات فى دمياط ، ويورد الأرز من دمياط إلى سلاطين آل عثمان ، وأرز المنزلة وفرسكور لا وجود لمثله فى العالم كما تشتهر دمياط بالسمك والبطارخ وإلى جانب ذلك الجميز والخبز الأبيض والحرير الملون والموز.
وفى بوغاز دمياط قلعة تشبه قلعة رشيد ..
أوصاف قلعة دمياط العتيقة
بناها السلطان سليم الأول حين فتح مصر ، وقد فتحها الأسود بن المقداد حينما فتح عمرو بن العاص مصر ، ولم يبق أثر لهذه القلعة ، وهى الآن مبنى متين تقع عند التقاء النيل بالبحر الأبيض ، ومحيطها خمسمائة خطوة ، وعلى جوانبها الأربعة بروج ، ولها باب يطل على الجنوب ، وفيها جامع السلطان سليم ، وفيها رئيس من المتفرقة ، وطبقا للقانون ، وفيها مخزن للأسلحة ومدافع وأربعون قذيفة ، وخارجها فى الجانب الأيمن مدفع ، ولا وجود لمثله والله أعلم. وهذا المدفع يقذف قذيفة تزن أربعون أوقية ، ولا خندق حول هذه القلعة لأن الأرض حولها منخفضة وهى قريبة من الشاطئ ، وسورها