ضفافها ويقيمون سوقا أربعين يوما بلياليها ، وحول هذه البحيرة يلتف جمع غفير من الناس والكائنات إنهم يتبركون بالشراب من مائها لأن سليمان ـ عليهالسلام ـ شرب منها ، وإذا شرب منها المرضى تم لهم الشفاء بمشيئة الله وفى اليوم الأربعين لهذه السوق المقامة عند البحيرة يحمل الماء على ظهور الفيلة والإبل والحمير فى قرب لا يعلم عددها إلا الله وتحمل إلى بلاد الكفر وبلاد العرب ، ولا يبقى فى البحيرة قطرة من ماء ولكنها تمتلئ فى العام المقبل بأمر الله ، إنه جامع عظيم ، أما فى داخل الجامع فالخدم والشيوخ على المذهب المالكى.
أما قصر سليمان فقد تخرب ومكانه مبرّة ، ولكن القوم ليسوا بنى آدم ، وقد شاهدت ذلك وصليت فى الجامع ومضيت فى حمله على الكنيسة ، وفى مضينا على الضفة الغربية للنيل مررنا بضريح الشيخ دليب وتجاوزناه ثم سرنا ثمانى عشرة ساعة فى شدة القيظ ثم استرحنا فى ظلال غابة من أشجار الأبنوس والسنديان ، وبعد مغيب الشمس ، بلغنا على الضفة الشرقية للنيل حصن اتقور الحصين.
وصف حصن اتقور
إنه قلعة مربعة الشكل على الضفة الشرقية للنيل ، وفى داخله مائتا بيت وجامع وحاكم الحصن يسمى كورجه وهو من قبل حاكم فونجستان ، وللقلعة بابان ولا وجود فيها لدكاكين ولا حمام ولا وكالة ، وهم قوم غلاظ شداد وليس فى قلوبهم رحمة ، وهم سمر البشرة حمر الوجوه فتجاوزناها وبعد ثلاث ساعات بلغنا بلدة أرقى.
بلدة أرقى
ليس لها قلعة ، ولكن بها بيوت كثيرة وجامع شديد الضيق وثمة ضريح الشيخ كرام الله الركابى على مقربة منه ضريح الشيخ حاجى ماجد وإلى جانبه ضريح الشيخ حاجى محمود وعلى مقربة منه الشيخ حاجى نقوز إنهم جميعا يرقدون فى قبورهم الصغيرة ، وقد قرأت الفاتحة لأرواحهم الشريفة ومررنا على ضفة النيل بسبع قلاع خربة. ومضينا فى الصحراء إحدى عشرة ساعة فى طريق يخلو من الفيلة والقردة