فى وصف قلعة أرتد
إنها تقع على الضفة الغربية للنيل إنها مربعة الشكل ، وحاكمها زنجى وهو يقدم الهدايا إلى حاكم بربرستان ، وهو من أهل القلعة ، وسرنا على شاطئ النيل لشدة حرارة الجو فبلغنا قلعة أرنش.
وصف قلعة أرنش
إنها قلعة فيها جامع ، وبها من الرعايا خمسون ألف إنسان وألف جندى ، وهى قلعة معمورة وحاكمها فرجون فهو بربرى ولا يوجد فيها سوق وبعد أن تجاوزناها بخمس ساعات بلغنا قلعة جبرية.
قلعة جبرية
إنها قلعة جميلة وبداخلها ثلاثمائة بيت من قصب ، وبها جامع بلا مئذنة كما يسكنها خمسمائة إنسان ، ولكن خارج هذه القلعة فى الصحراء وحولها تسكن الصحراء قبائل الجبرية ، وكلهم على مذهب الجبر ، وليسوا على المذهب المالكى ، وهم لا يؤدون الصلاة فى أوقاتها الخمسة ، ويؤخرون الأذان عن أوقاته الخمسة وأذان الصلاة عندهم بكيفية خاصة بهم أما نحن فنقول حى على الصلاة مرتين ، وحى على الفلاح مرتين أما هم فيقولونها فى أوله وآخره ، أما نحن فنقولها مرة واحدة فى الأذان وليسوا أصحاب سنة إنهم يصلون خمس مرات فى أربع وعشرين ساعة ولكن أى وقت كان وبعضهم يجمع الصلاتين بالقصر ، ويصلون الصلوات الخمس بإقامة واحدة ، فهم لا يكررون الإقامة ، وهم قوم أكثر العدد على المذهب الجبرى ، وعلى مسيرة اثنتى عشرة ساعة قلعة حنّاق.
قلعة حنّاق
إنها قلعة كبيرة مخمسة الشكل فى داخلها سبعمائة بيت من قصب وكل فرد فيها له منزل ، وبها جامع وحول القلعة فى الصحراء بدو على المذهب المالكى إنهم قوم زنوج على المذهب الجبرى وعددهم مائة ألف من الرعايا إنهم فى إقليم الفونج وهم أشداء شجعان وليس فيهم من يركب الخيل ولا الفيلة ، وخانهم الشيخ عشاب ابن ملك الخاقان ، أما القلعة فحاكمها هو حسين الفونجى البربرى فقد أتى إلى الملك ومعه الهدايا ، وبعد سبع ساعات بلغنا قلعة خندق.