قد حدثت مصيبة بتلك الديار التى مال العلم ناحيتها لذا يقول طائفة العربان وهم يصيحون يا دسوقى يا مولى النحاس.
وفى اليوم الذى استشهد فيه السلطان إبراهيم فى الروم مال هذا العلم نحو الغرب ولا يستطيع أحد أن يضع يده على هذا العلم ، ودوران هذا العلم هكذا كرامة ، وتلك كرامة أخرى حدثت فى ضريح الدسوقى عندما كان الحقير يقوم بزيارة إبراهيم الدسوقى رأى رجلا يصيح داخل الضريح ، إنه رجل من حجاج الروم وضع ألف عملة ذهبية فى حافظته وذهب لزيارة إبراهيم الدسوقى وبينما هو فى هذا الخضم العجيب من البشر قام لص محترف بسرقة الألف عملة ذهبية منه فصاح الرجل يا دسوقى هل هذا يليق بك؟ لقد زرتك وقلت فى نفسى : (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) [آل عمران : ٩٧] ، ولكن سرقت منى أموالى الذهبية التى أنوى الذهاب بها إلى الحج الشريف ، سرقت منى على أعتابك هل هذا يصح؟ والله سأشتكى منك لله ، وعلى الفور تجمع الناس عند باب الضريح حيث كان هناك رجل يرتدى عباءة سوداء وعيونه مكحلة ويمسك فى يده المسبحة ، كان الرجل قد أصابته نوبة صرع سقط فى الضريح لا يستطيع التحرك ولكن لسان حاله كان يشير على بنطاله ، حاول أحد خدام الضريح وأحد خدام الحقير إخراج جسد الرجل من الضريح ولكنهم لم يستطيعوا ذلك واستخرجوا من جيب بنطاله الألف قطعة ذهبية وردوها لصاحبها ، فصعد الرجل على الفور إلى حرم الجامع وأعطى لكل حافظ من الحفاظ العشرة عملة ذهبية وذلك ليقرأوا ختمة شريفة لروح إبراهيم الدسوقى ، كما تصدق بمائة عملة ذهبية على الفقراء الموجودين فى حرم الجامع ، أما اللص فقد قضى ليلته فى فناء الجامع وهو جريح فقام بعض المشايخ بقراءة حزب البحر وبعض التعازيم عليه حتى شفى إلا أن يديه كانتا فى حكم المشلولتين وذهب الرجل على ذلك ، وقد رأينا هذا الشخص فى الإسكندرية عندما ذهبنا إليها بعد ذلك فكانت يداه معوجتين.
خلاصة القول أن إبراهيم الدسوقى سلطان. وقد شاهد تلك الكرامة المارة الذكر مئات البشر عندما حدثت قدّس سره العزيز.