الحسنى ، والشيخ إسماعيل المؤذن وهو زميل الشافعى ، والشيخ شيبان الراعى قدسسره العزيز.
وقد زرت أكثر من هؤلاء إلا أننى لم أذكرهم لعدم علمى بأسمائهم.
والإمام الشافعى حى مستقل يسكنه ٢٠٠٠ نسمة ، وبه ٦٠٠ منزل متصل. ومن نافذة كل منزل تتدلى مئات الزنابيل الصغيرة. وإذا مر بعض الزوار حركت نساء المنزل وصبيانه تلك الزنابيل المدلاة طلبا للصدقة فيضع رجل الخير فى الزنابيل باره أو منقر أو رغيفا فتجذب هذه الزنابيل إلى المنزل ويرفع الدعاء للمتصدق. وتلك عادة معهودة.
وفى الطريق العام كذلك يتصدق على الفقراء والمعدمين.
وفى قصبة الإمام الشافعى جامع لأحد سلاطين السلف ومدرسة وحوض وساقية و ٧ تكايا وعدة قاعات ومبرتان و ٧ زوايا و ١٠ دكاكين. وهذه الخيرات والحسنات معظمها للسلطان محمد أكراد والملك الكامل.
وعلى مسافة ساعة فى آخر قرية البساتين على بركة الحبش المتفرعة من النيل أقام ساقية كأنها البرج تجلب الماء إلى حى الإمام الشافعى بأقواس كأنها قوس قزح فما أعظم ما صنع من خير.
وفى كل ليلة سبت يتوجه كل من فى مصر القاهرة من أهل التقوى والصلاح إلى الإمام الشافعى زرافات زرافات قارعين الدفوف ، ذاكرين اسم الله ـ تعالى ـ ، حاملين آلاف القناديل والفوانيس والمشاعل ، منشدين قصائد النفس والقصيدة التائية ونعت الإمام الشافعى وحتى مطلع الفجر يتقاطر على الإمام الشافعى خضم من البشر. ومنهم من لم يتخلفوا عن زيارة الإمام الشافعى منذ أكثر من سبعين عاما ، وهم أناس مستجابة دعواتهم. وفى داخل الضريح المفعم بالأنوار لكل منهم مقر معلوم ، يقيم فيه للعبادة وقراءة المولد الشريف. ويجتمع فى هذه الليلة عدة آلاف من العميان حافظى كلام الله ويقرءون الختم الشريف ستمائة مرة وربما ألف مرة. فما فى مصر من حافظى كلام الله لا وجود لمثلهم فى غيرها. وهذا ما يجرى مجرى العادة منذ قديم فى كل ليلة سبت وله الدوام إلى ما شاء الله.