ولعب بها وضراها ،
وكان من قبله من الملوك لا يلعب بها.
ولمّا مات ، ملك
الإسكندرية بعده بطليموس الثاني ، واسمه : فيلوذوفوس ، ويقال له : محب الأخ ،
وكانت مدّة ملكه ثمانيا وثلاثين سنة ، وهو الذي أطلق اليهود الذين كانوا مأسورين
بأرض مصر ، وردّ الأواني المقدّسه على عزيز النبيّ ، وهو الذي تخير السبعين مترجما
من علماء اليهود الذين ترجموا كتب التوراة والأنبياء من اللسان العبرانيّ إلى
اللسان الروميّ اليونانيّ واللاطينيّ ، وكان فيلسوفا منجما ، ومات فولي بعده ابنه
بطليموس أوراخيطس المعروف بمحب الأب ستا وعشرين سنة.
ثم ولي بعده أخوه
بطليموس فيلوبطور سبع عشرة سنة ، وهو الذي قتل من اليهود نحوا من ستين ألفا ،
وتغلب عليهم ، ويقال : إنه صاحب علم الفلك والنجوم وكتاب المجسطي.
ثم ملك بعده ابنه
بطليموس أسفاميش ، محب الأم أربعا وعشرين سنة.
ثم ولي بعده ابنه
بطليموس فلوناطرة ، وهو الصانع ، خمسا وثلاثين سنة ، وهو الذي غلب ملك الشام ،
وحمل اليهود أنواع البلاء والعذاب.
ثم ملك الإسكندرية
بعده ابنه بطليموس أبرياطيش ، وهو الإسكندرانيّ ، تسعا وعشرين سنة ، وفي زمانه غلب
الرومانيون على الأندلس واحترقت مدينة قرطاجنة بالنار ، وأقامت النار فيها سبعة
عشر يوما فهدمت ، وحوّلت أساساتها حتى صار رخام أسوارها غبارا ، وذلك إلى تسعمائة
سنة من وقت بنيانها ، وبيع جميع أهلها رقيقا إلا قليلا من خيارهم وأشرافهم ، وكان
المتولي لتخريبها قوّاد رومة.
ثم ولي بعده ابنه
بطليموس شوطار الذي يقال له : الحديد ، سبع عشرة سنة ، وكان قبيح السيرة ، تزوّج
بأخته ، ثم فارقها على أقبح حال مما تزوّجها عليه في خبر له ، ثم تزوّج ربيبته
التي كانت بنت أخته ، ثم زوّجها من ابنه المولود من أخته ، وكثرت فواحشه حتى نفاه
أهل الإسكندرية فمات منفيا.
وولي أخوه بطليموس
الإسكندر ، وهو الجوّال ، عشر سنين.
ثم ولي بعده ابنه
بطليموس ديوشيش ، ثمانيا وثلاثين سنة ، وفي زمانه غلب قائد الرومانيين على بيت
المقدس ، وجعل اليهود يؤدّون إليه الجزية.
وظهرت في ذلك
الزمان علامات في السماء مهولة ، منها : أنه ظهر في السماء بناحية مطلع الشمس من
مدينة رومة مما يلي ناحية الجنوب ، نار ملتهبة عظيمة ، وكسر قوم خبزا في صنع لهم ،
فانفجر من الخبز دم سائل ، ونزل بمدينة رومة مدّة سبعة أيام متوالية برد كان