بلدا كبيرا لعمل يبلغ في السنة ما بين خراجيّ وهلاليّ ثلثمائة ألف درهم فضة عنها خمسة عشر ألف دينار ذهبا.
ومات سنقر هذا في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة ، وإليه تنسب المدرسة السعدية بخط حدرة البقر خارج باب زويلة.
جزيرة بني نصر : منسوبة إلى بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ، وذلك أن بني حماس بن ظالم بن جعيل بن عمرو بن درهمان بن نصير بن معاوية بن بكر بن هوازن ، كانت لهم شوكة شديدة بأرض مصر ، وكثروا حتى ملؤوا أسفل الأرض ، وغلبوا عليها حتى قويت عليهم ، قبيلة من البربر تعرف : بلواتة ، ولواتة تزعم أنها من قيس ، فأجلت بني نصر ، وأسكنها الجدار ، فصاروا أهل قرى في مكان عرف بهم وسط النيل ، وهي جزيرة بني نصر هذه.
ذكر الطريق فيما بين مدينة مصر ودمشق
اعلم : أن البريد ، أوّل من رتب دوابه الملك دارا بن بهمن بن كيبشتاسف بن كيهراسف ، أحد ملوك الفرس.
وأما في الإسلام ، فأوّل من أقام البريد أمير المؤمنين المهدي محمد بن أبي جعفر المنصور ، أقامه فيما بين مكة والمدينة واليمن ، وجعله بغالا وإبلا ، وذلك في سنة ست وستين ومائة.
وأصل هذه الكلمة ، بريد ذنب ، فإنّ دارا : أقام في سكك البريد ، دوابّ محذوفة الأذناب سميت بريد ذنب ، وحذف منها نصفها الأخير فقيل : بريد ، وهذا الدرب الذي يسلكه العساكر والتجار وغيرهم ، من القاهرة على الرمل إلى مدينة غزة ، ليس هو الدرب الذي يسلك في القديم من مصر إلى الشام ، ولم يحدث هذا الدرب الذي يسلك فيه من الرمل الآن إلا بعد الخمسمائة من سني الهجرة ، عند ما انقرضت الدولة الفاطمية.
وكان الدرب أوّلا قبل استيلاء الفرنج على سواحل البلاد الشامية غير هذا ، قال أبو عبيد الله بن عبد الله بن خرداذبه في كتاب المسالك والممالك وصفة الأرض والطريق من دمشق إلى الكسوة (١) : اثنا عشر ميلا ، ثم إلى جاسم أربعة وعشرون ميلا ، ثم إلى فيق أربعة وعشرون ميلا ، ثم إلى طبرية مدينة الأردن ستة أميال ، ومن طبرية إلى اللجون (٢) عشرون
__________________
(١) الكسوة : قرية في الشام وهي أول منزل تنزله القوافل إذا خرجت من دمشق إلى مصر. معجم البلدان ج ٤ / ٤٦١.
(٢) اللجون : بلد بالأردن بينه وبين طبرية عشرون ميلا وإلى الرملة بفلسطين أربعون ميلا. معجم البلدان ج ٥ / ١٣.