القطب فيها ، ثم يذاب الرصاص ويصب في القطب حول البلاطة بهندام وإتقان إلى أن كملت.
وجعل لها أبوابا تحت الأرض بأربعين ذراعا ، فأما باب الهرم الشرقيّ ، فإنه من الناحية الشرقية على مقدار مائة ذراع من وسط حائط الهرم ، وأما باب الهرم الغربيّ ، فإنه من الناحية الغربية على مقدار مائة ذراع من وسط الحائط ، وأما باب الهرم الملوّن فإنه من الناحية الجنوبية على مقدار مائة ذراع من وسط الحائط ، فإذا حفر بعد هذا القياس ، وصل إلى باب الأزج المبنيّ ، ويدخل إلى باب الهرم وجعل ارتفاع كل واحد من الأهرام في الهواء مائة ذراع ، بالذراع الملكيّ ، وهو بذراعهم خمسمائة ذراع بذراعنا الآن ، وجعل طول كل واحد من جميع جهاته ، مائة ذراع بذراعهم ، ثم هندسها من كل جانب حتى تحدّدت أعاليها من آخر طولها على ثمانية أذرع بذراعنا ، وكان ابتداء بنائها في طالع سعيد اجتمعوا عليه وتخيروه ، فلما فرغت كساها ديباجا ملوّنا من فوقها إلى أسفلها ، وعمل لها عيدا حضره أهل مملكته بأجمعهم ثم عمل في الهرم الغربيّ ، ثلاثين مخزنا من حجارة صوّان ملوّن ، وملئت بالأموال الجمة ، والآلات والتماثيل المعمولة من الجواهر النفيسة ، وآلات الحديد الفاخر من السلاح الذي لا يصدأ والزجاج الذي ينطوي ، ولا ينكسر والطلسمات الغربية ، وأصناف العقاقير المفردة والمؤلفة ، والسموم القاتلة ، وعمل في الهرم الشرقيّ أصناف القباب الفلكية والكواكب ، وما عمله أجداده من التماثيل والدخن التي يتقرّب بها إلى الكواكب ومصاحفها وكوّن الكواكب الثابتة ، وما يحدث في أدوارها وقتا وقتا وما عمل لها من التواريخ ، والحوادث التي مضت ، والأوقات التي ينتظر فيها ما يحدث ، وكل من يلي مصر إلى آخر الزمان.
وجعل فيها المطاهر التي فيها المياه المدبرة وما أشبه ذلك ، وجعل في الهرم الملوّن أجساد الكهنة في توابيت من صوّان أسود ، ومع كل كاهن مصحف فيه عجائب صناعاته وأعماله وسيرته ، وما عمل في وقته ، وما كان ، وما يكون من أوّل الزمان إلى آخره ، وجعل في الحيطان من كل جانب أصناما تعمل بأيديها جميع الصنائع على مراتبها وأقدارها ، وصفة كل صنعة وعلاجها وما يصلح لها ، ولم يترك علما من العلوم حتى زبره ورسمه ، وجعل فيها أموال الكواكب التي أهديت إلى الكواكب ، وأموال الكهنة ، وهو شيء عظيم لا يحصى.
وجعل لكل هرم منها خادما ، فخادم الهرم الغربيّ : صنم من حجارة صوّان مجزع ، وهو واقف ومعه شبه حربة وعلى رأسه حية قد تطوّق بها من قرب منه ، وثبت إليه وطوّقت على عنقه وقتلته ، ثم تعود إلى مكانها.
وجعل خادم الهرم الشرقيّ : صنما من جزع أسود مجزع بأسود وأبيض له عينان مفتوحتان برّاقتان ، وهو جالس على كرسيّ ، ومعه حربة إذا نظر أحد إليه سمع من جهته