توفي عبد الرّحمن بن أبي بكر في مقيل قاله على غير وصية ، قال : فأعتقت عائشة رقيقا من رقيقه رجاء أن ينفعه الله به (١).
قال (٢) : وأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، حدثنا الحسين (٣) بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٤) ، أنا وكيع بن الجراح ، عن سفيان ، عن يحيى بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد.
إن أخا لعائشة نزل منزلا ، فمات فجأة ، فأعتقت عنه عائشة رقيقا من بلاده ، ترجو أن ينفعه الله بذلك بعد موته.
قال : وأنا ابن سعد ، أنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي ، نا نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة.
أن عبد الرّحمن بن أبي بكر توفي بالحبشي على رأس أميال من مكة ، فنقله ابن صفوان إلى مكة ، فبلغ ذلك عائشة ، فقالت : ما آسى من أمره إلّا على خصلتين : إنه لم يعالج ، ولم يدفن حيث مات.
قال نافع : وكان مات فجأة.
قال : وأنا ابن سعد ، أنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني الأعشى عن سليمان بن بلال ، عن علقمة بن أبي علقمة ، عن أمّه.
أن امرأة دخلت بيت عائشة فصلّت عند بيت النبي صلىاللهعليهوسلم وهي صحيحة ، فسجدت ولم ترفع رأسها حتى ماتت ، فقالت عائشة : الحمد لله الذي يحيي ويميت ، إنّ في هذه لعبرة لي في عبد الرحمن بن أبي بكر ، رقد في مقيل له قاله فذهبوا يوقظونه فوجدوه قد مات ، فدخل نفس عائشة تهمة أن يكون صنع به شرّ أو عجّل عليه ، فدفن وهو حيّ فرأت أنه عبرة لها ، وذهب ما كان في نفسها من ذلك.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، وأبو المواهب أحمد بن محمّد الوراق ، قالا : أنا أبو
__________________
(١) الخبر في تهذيب الكمال ١١ / ١٢٤ من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري.
(٢) القائل : الحسن بن علي ، أبو محمد الجوهري.
(٣) الأصل : الحسن ، تصحيف ، والصواب عن م ، والسند معروف.
(٤) الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لا بن سعد.