مروان : أنت الذي أنزل الله فيه (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي) إلى آخر الآية ، قال : فقام عبد الرّحمن حتى دخل على عائشة ، فأخبرها ، فضربت بستر على الباب ، فقالت : يا ابن الزرقاء ، أعلينا تأوّل القرآن؟ لو لا أني أرى الناس كأنهم أيد يرتعشون لقلت قولا يخرج من أقطارها ، فقال مروان : ما يومنا منك بواحد.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا أبو جعفر ، أنا أبو طاهر ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار قال : حدثني إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز الزهري ، عن أبيه ، عن جده قال :
بعث معاوية إلى عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق بمائة ألف درهم بعد إذ أبى البيعة ليزيد بن معاوية ، فردّها عبد الرّحمن وأبى أن يأخذها ، وقال : أبيع ديني بدنياي؟ وخرج إلى مكة ، فمات بها (١).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا جعفر بن محمّد القاضي ، نا أبو الزنباع روح بن الفرج ، نا سعيد بن عفير ، حدثني ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن أبي القاسم ، عن عائشة.
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين توفي ـ يعني ـ كفّن في حلة ، ثم بدا لهم فنزعوها وكفّن في ثلاثة أثواب سحولية (٢) ، ثم إن عبد الرّحمن بن أبي بكر أخذ تلك الحلة ، فقال : تكون في كفني ، ثم بدا له ، فقال : شيء لم يرضه الله لرسوله لا خير فيه ، فأماطه.
كذا قال ، والمحفوظ : أن الذي حبس الحلة عبد الله بن أبي بكر.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر المعدّل ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير ، حدثني زهير بن حرب ، عن سليمان بن حرب ، عن حمّاد بن زيد ، عن أيوب ، عن [ابن](٣) أبي مليكة.
أن عبد الرّحمن بن أبي بكر هلك ، وقد حلف أن لا يكلم إنسانا ، فلما مات قالت عائشة : يميني في يمين ابن أم رومان.
__________________
(١) الإصابة ٢ / ٤٠٨ وأسد الغابة ٣ / ٣٦٤.
(٢) سحولية : بالضم جمع سحل وهو الثوب الأبيض النقي ، ولا يكون إلّا من القطن ، وبفتح السين نسبة إلى السّحول وهو القصار لأنه يسحلها أي بغسلها ، أو إلى سحول قرية باليمن (انظر اللسان : سحل).
(٣) زيادة عن م.