المسألة ، قالت : فلما كررت عليها ، قالت : هكذا يصبح كل يوم (١).
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، وأبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم ، قالا : أنا أحمد بن إبراهيم الدّينوري ، أنا أبو الحسن بن السمسار ـ إجازة ـ نا أبو سليمان بن زبر ، أنا أبي ، أنا إسحاق بن خالد ، قال : سمعت أبا مسهر يقول (٢) :
ما رئي الأوزاعي باكيا قط ، ولا ضاحكا حتى تبدو نواجذه ، وإنّما كان يتبسم أحيانا كما روي في الحديث ، وكان يحيي الليل صلاة وقرآنا وبكاء.
قال : وأخبرني بعض إخواني من أهل بيروت أنّ أمه كانت تدخل منزل الأوزاعي وتتفقد موضع مصلاه فتجده رطبا من دموعه في الليل ، قالت : وتفقدت ذلك في الشتاء فلم يكن الموضع يجف كما يجف في الصيف حتى يقلع الحصير من موضعه ويبسط غيره ، فيكون سبيله سبيل الأول (٣).
أخبرنا أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي الهمداني.
أنبأنا جدي لأمي أبو الفضل محمّد بن عثمان بن أحمد بن مزدين القومساني (٤) إن لم يكن سماعا أنا عمي أبو منصور محمّد بن أحمد بن محمّد القومساني (٥) ، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن حمدان الجلّاب (٦) الوليدابادي (٧) قال : سمعت الفريابي جعفر بن محمّد قال : سمعت العباس بن مزيد يقول :
دخل محمّد بن عبد الله دمشق ، فهرب الأوزاعي ، فبقي ثلاثة أيام صائما يطوي لا يجد ما يأكله ، فقصد صديقا له عند الإفطار ، فقدم إليه وقال : لو علمت قبل هذا لتقدمنا لك ، فقام الأوزاعي وخرج عنه ولم يفطر.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ، عن رشأ بن نظيف ، أنا عبد الوهاب الميداني ، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البردعي ، نا
__________________
(١) البداية والنهاية بتحقيقنا ١٠ / ١٢٥.
(٢) من طريق ابن زبر رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٧ / ١١٩ ـ ١٢٠ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٤١ ـ ١٦٠) ص ٤٨٩.
(٣) سير الأعلام ٧ / ١٢٠ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٤١ ـ ١٦٠ ص ٤٨٩).
(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٣٣.
(٥) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٤٢.
(٦) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٧٧.
(٧) كذا بالأصل وم.