الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، أنا إبراهيم بن يعقوب ، حدثني علي الرافقي ، قال : سمعت محمّد بن حمير يقول : سمعت أبا إسحاق يقول :
لو قيل لي اختر لهذه الأمة سفيان أو الأوزاعي ، لاخترت لها (١) الأوزاعي ، لأنه كان أكثر توسعا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو القاسم السهمي ، أنا أبو أحمد بن عدي (٢) ، نا عبد الله بن محمّد بن ناجية ، نا أبو همّام ، قال : سمعت أبا أسامة يقول : حدثني الفزاري عن الأوزاعي وكان والله إماما إذ لا نصيب اليوم إماما.
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن إسحاق الإسفرايني ، نا أبو بكر بن رجاء ، نا محمّد بن أسد الجويني ، نا الوليد بن مسلم ، قال : قال إبراهيم بن محمّد الفزاري ، لو أن الأمة أصابتها شدة والأوزاعي فيهم لرأيت لهم أن يفزعوا إليه.
قال : وأنا عبد الله ، أنا مخلد بن جعفر الدقاق ، نا محمّد بن جرير ، حدثني العباس بن الوليد بن مزيد ، نا محمّد بن عبد الوهاب بن هشام بن الغاز ، قال :
كنا عند أبي إسحاق الفزاري يوما ، فذكر الأوزاعي ، فقال : إن ذاك رجل كان شأنه عجيبا ، قال : فقال بعض أهل المجلس : وما كان عجبه يا أبا إسحاق؟ قال : يسأل عن الشيء عندنا فيه الأثر فيقول : ما عندي فيه شيء ، وأنا أكره التكلف ، ولعله سيلي بلجاجة السائل حتى يردد عليه ، فلا يعدو الأثر الذي عندنا ، فقال بعض أهل المجلس : هذا شبيه بالوحي يا أبا إسحاق ، قال : فأغضبه ذلك وقال : من هذا نعجب كان والله يرد الجواب كما هو عندنا في الأثر ، ولا يقدّم منه مؤخرا ، ولا يؤخر منه مقدما.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي يعقوب ، حدثني مسدّد بن مسرهد ، حدثني ابن داود ـ يعني عبد الله ـ بن نهيم (٣) ، عن أبي إسحاق الفزاري ، قال :
__________________
(١) يعني : الخلافة. كما أوضح الذهبي في سير أعلام النبلاء ٧ / ١١٣.
(٢) الأصل : علي ، تصحيف ، والمثبت عن م.
(٣) كذا رسمها في م ، بدون إعجام وفي الأصل : «عبد الله عن لهم».