وقال نافع عن ابن عمر : عرضت على النبي صلىاللهعليهوسلم يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة ، فأجازني.
أنبأنا أبو علي الحسن (١) بن أحمد الحدّاد ، أنا أبو نعيم الحافظ قال : عبد الله بن عمر بن الخطّاب أبو عبد الرّحمن العدوي ، خال المؤمنين ، من أملك شباب قريش عن الدنيا ، أمّه وأم أخته حفصة زوجة النبي صلىاللهعليهوسلم زينب بنت مظعون بن (٢) حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ، هاجر مع أبيه عمر ، كان أدم ، طوالا ، له جمة مفروقة تضرب (٣) قريبا من منكبيه ، يقص شاربه ، ويصفّر لحيته ، ويشمر إزاره ، أعطي القوة في العبادة وفي الجماع ، كان من التمسك بآثار النبي صلىاللهعليهوسلم بالسبيل المبين وأعطي المعرفة بالآخرة ، والإيثار لها حق اليقين ، لم تغيّره الدنيا ، ولم تفتنه ، كان من البكّائين الخاشعين ، وعدّه رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الصالحين ، استصغره الرسول صلىاللهعليهوسلم عن بدر فغلبه الحزن والبكاء ، وأجازه يوم الخندق ، فأذهله عن الأمن (٤) والبكاء نقش خاتمه : «عبد الله لله» أصاب رجله [زجّ](٥) رمح ، فورمت رجلاه ، فتوفي منها بمكة سنة أربع ـ وقيل : سنة ثلاث ـ وسبعين ، ودفن بالمحصّب (٦) ، وقيل : بذي طوي ، وقيل : بفخّ ، وقيل : بسرف (٧) ، مات وهو ابن ست وثمانين.
أخبرنا أبو الحسن (٨) علي بن أحمد ، وأبو منصور بن خيرون قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٩) :
وعبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح (١٠) بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب. يكنى أبا عبد الرحمن ، وأمه : زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح. كان إسلامه بمكة مع إسلام أبيه وهو صغير قبل أن يبلغ ، وهاجر مع أبيه إلى المدينة ، وشهد غزاة الخندق وما بعدها ،
__________________
(١) بالأصل : الحسين ، خطأ ، (سير الأعلام ١٩ / ٣٠٣).
(٢) بالأصل : بنت.
(٣) بالأصل : «حميه معروفة يشرب» والمثبت عن المختصر ١٣ / ١٥٤ والمطبوعة.
(٤) كذا ، وفي المطبوعة : الأمر.
(٥) عن المختصر والمطبوعة.
(٦) المحصب : بالضم ثم الفتح وصاد مهملة مشددة : موضع فيما بين مكة ومنى (معجم البلدان).
(٧) سرف : بفتح أوله وكسر ثانيه وآخره فاء : موضع على ستة أميال من مكة (معجم البلدان).
(٨) بالأصل : الحسين ، خطأ ، والسند معروف.
(٩) الخبر في تاريخ بغداد ١ / ١٧١.
(١٠) عن تاريخ بغداد وبالأصل : رباح.