أعطاكها لم يقر (١) لك بها.
ثم جاءه آخر فقال : قد جاءت خيلنا ، قال : أيت خيل قال : خيل أهل الشام ، قال : ما هي لنا بخيل.
ثم جاءه آخر فقال : ما تأمرني؟ قال : أمر الله بالطاعة ونهى عن المعصية ، وأمر بالجماعة ونهى عن الفرقة ، قال : ثم ما ذا؟ قال : إن كانت لك ضيعة فالحق بضيعتك.
قال : وأخبرنا (٢) أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي ، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ ، أنا أبو العباس محمّد بن الحسن (٣) بن قتيبة ، نا حرملة بن يحيى ، أنا عبد الله بن وهب ، أنا حيوة (٤) بن شريح ، أخبرني (٥) بكر بن عمرو أن بكير بن الأشج ، حدّثه عن نافع ، عن عبد الله بن عمر.
أن رجلا أتاه فقال : يا أبا عبد الرّحمن ، ما الذي حملك على أن تحجّ عاما ، وتعتمر (٦) عاما ، وتترك (٧) الجهاد في سبيل الله ، وقد علمت ما أعدّ الله فيه ، فقال : يا ابن أخي ، بني الإسلام على خمس (٨) : إيمان بالله ورسوله ، وصلاة الخمس ، وصيام شهر رمضان ، وأداء الزكاة ، وحجّ البيت ، فقال : يا أبا عبد الرّحمن ، ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما ، فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى ، فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ)(٩) فما يمنعك أن تقاتل الفئة الباغية كما أمر الله عزوجل في كتابه ، فقال : يا ابن أخي ، لأن أعتبر بهذه الآية فلا أقاتل أحبّ إليّ من أن أعتبر بالآية التي يقول الله عزوجل فيها : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ)(١٠) فقال : ألا ترى أن الله يقول : (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ)(١١) قال ابن عمر : وقد فعلنا على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذ كان أهل الإسلام قليلا ،
__________________
(١) في ل : لم يف.
(٢) كذا بالأصل : «قال : وأخبرنا» وفي ل : أخبرنا وفوقها كتب : ملحق.
(٣) عن ل وبالأصل : الحسين.
(٤) الأصل : حيوية.
(٥) بالأصل : «أحمد بن» والمثبت عن ل.
(٦) ل : وتقيم ، وفي سير الأعلام كالأصل.
(٧) جزء من الكلمة ناقص ، والمثبت عن ل وسير الأعلام.
(٨) ل : خمسة.
(٩) سورة الحجرات ، الآية : ٩.
(١٠) سورة النساء ، الآية : ٩٣.
(١١) سورة البقرة ، الآية : ١٩٣ وبالأصل ول : «الدين كله لله» صوبناها عن التنزيل العزيز.