قال : ونا الزّبير ، قال : وحدّثني محمّد بن الضّحّاك ، عن أبيه ، قال : كتب عبد الله بن عروة إلى هشام بن عبد الملك يشكو إبراهيم بن هشام فيما صنع به ، فكتب هشام بن عبد الملك إلى إبراهيم بن هشام يأمره أن يكف عن عبد الله بن عروة ويبني قصر عروة وينشل بئره ، ورأيت الذي صنع إبراهيم بن هشام بعبد الله بن عروة ظلما وتعديا وضرارا فكتب إليه :
إن اصطناع المرء في جلّ قومه |
|
لصرف الليالي بعمر مال الميمر |
وحج هشام فاجتمع عنده عبد الله بن عروة وإبراهيم بن هشام ، وحضره مسلمة بن عبد الملك ، فقال عبد الله بن عروة : يا أمير المؤمنين إنّ مما طيّب أنفسنا عن من أصيب منا أبقى بأيدينا بما كفّ الله به وجوهنا عن قومنا وغيرهم ، فتناول هذا أعراضنا وأموالنا ، فكيف الحياة مع هذا؟ فقال هشام : ألا تسمع يا إبراهيم ما يقول هذا؟ فقال إبراهيم : أمير المؤمنين أمير المؤمنين وأنا أنا وهو هو ، قال هشام : فما ذا الكلام؟ أجل لعمري إنّ ذا لكذا ، وأقبل هشام بعد ذلك على مسلمة ، فقال : سمعت ما قال ابن عروة ، فقال : نعم يا أمير المؤمنين ، كأنك قد قلت لي تجهز إلى الحجاز قد سمعت كلام رجل لا يقيم على ما شكا أن أقام إلّا قليلا.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا إبراهيم بن حبيب ، نا الحسين بن الحسن ، قال : سمعت ابن المبارك (١) يقول عن يحيى بن أيوب عن عمّار بن [غزية عن عبد الله بن عروة بن الزبير](٢) قال : أشكو إلى الله عيبي ما لا أترك ، ونعتي ما لا أتي.
وقال : إنما نبكي بالدين لله : (٣).](٤).
__________________
(١) الخبر في الزهد لابن المبارك ص ٦٤ رقم ١٩٣.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من م وأضيف عن الزهد لابن المبارك.
(٣) في م الدنيا والمثبت عن الزهد.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م ، وبهذا الخبر ينتهي الجزء الرابع عشر المخطوط من م وكتب في آخره :