أنّ ابن آدم لم يخف إلّا الله لم يسلّط عليه غيره ، ولو أنّ ابن آدم لم يرج إلّا الله لم يكله إلى سواه» [٦٤٩٧ م].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن أبي مسلّم الفرضي ، أنا عثمان بن أحمد بن السمّاك ، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين (١) ، نا عثمان بن سعيد ، نا عبد الوهّاب أبو محمّد ، نبأ بقية بن الوليد ، عن بكر بن حذيم الأسدي ، عن وهب بن أبان القرشي (٢) ، عن ابن عمر.
أنه خرج في سفر له ، فبينما هو يسير إذا قوم وقوف ، فقال : ما بال هؤلاء؟ قالوا :
أسد على الطريق قد أخافهم ، فنزل عن دابته ثم مشى إليه حتى أخذ بأذنه فعركها ثم غمز (٣) قفاه ونحّاه عن الطريق ، ثم قال : ما كذب عليك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّما تسلّط على ابن آدم من خافه ابن آدم ، ولو أنّ ابن آدم لم يخف إلّا الله لم يسلّط عليه ، وإنّما ابن آدم وكلّ بني آدم لمن رجا ابن آدم ، ولو أنّ ابن آدم لم يرج إلّا الله لم يكله إلى غيره» (٤) [٦٤٩٨].
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن طاوس ، أنبأ طراد بن محمّد ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني أبو الحسن أحمد بن عبد الأعلى الشيباني ، نا إسماعيل بن أبان العامري ، نا سفيان الثوري ، عن طارق بن عبد العزيز ، عن الشعبي قال :
لقد رأيت عجبا ، كنا بفناء الكعبة أنا وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير [ومصعب بن الزبير](٥) وعبد الملك بن مروان فقال القوم بعد أن فرغوا من حديثهم : ليقم كلّ رجل منكم فليأخذ بالركن اليماني ، ويسأل الله حاجته ، فإنه يعطي من ساعته قم يا عبد الله بن الزبير ، فإنك أول مولود ولد في الهجرة ، فقام ، فأخذ بالركن اليماني ثم قال : اللهمّ إنك عظيم ، ترجى لكلّ عظيم ، أسألك بحرمة وجهك ، وحرمة عرشك ،
__________________
(١) تقرأ بالأصل : سفيان ، وهذا تحريف ، والصواب ما أثبت عن ل والمطبوعة ، وانظر ترجمته في ....
(٢) غير واضحة بالأصل والمثبت عن ل وسير الأعلام ٣ / ٢٢٢.
(٣) بالأصل : «قفد» أو «فقد» وفي ل : «قعد» والمثبت عن المطبوعة.
(٤) مختصرا في سير الأعلام ٣ / ٢٢٢.
(٥) الزيادة عن ل.