فرجع ـ إليك جسمك ، فقال : إنّه ليأتي علي ثمان سنين ما أشبع فيها شبعة واحدة ـ أو إلّا شبعة ـ وقال عبد الرزّاق أو قال : لا أشبع فيها إلّا شبعة ـ واحدة ، والآن تريد أن أشبع حين لم يبق (١) من عمري إلّا ظمء حمار.
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله الصغاني (٢) ، نا إسحاق بن إبراهيم ، أنا عبد الرزّاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن حمزة بن عبد الله بن عمر قالوا :
لو أن طعاما كثيرا كان عند عبد الله بن عمر ما شبع منه بعد أن يجد له آكلا ، قال :
ودخل عليه ابن مطيع يعوده ، فرآه قد نحل جسمه ، فقال لصفية : ألا تلطفيه لعله يرتد إليه جسمه ، تصنعين له طعاما؟ قالت : إنا لنفعل ذلك ، ولكنه لا يدع أحدا من أهله ، ولا من يحضره إلّا دعاه إليه ، فكلّمه أنت في ذلك ، فقال له ابن مطيع : يا أبا عبد الرّحمن ، لو اتّخذت طعاما فرجع إليك جسمك؟ فقال : إنّه ليأتي عليّ ثمان سنين لا أشبع فيها شبعة واحدة ـ أو قال : لا أشبع فيها إلا شبعة واحدة ـ فالآن تريد أن أشبع حتى لم يبق من عمري إلّا ظمء حمار؟!.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ـ فيما قرأت عليه ـ عن أبي إسحاق البرمكي (٣) ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٤) ، أنا كثير بن هشام ، نا جعفر بن برقان ، نا ميمون بن مهران ، أنّ امرأة بن عمر عوتبت فيه ، فقيل لها ما تلطفين بهذا الشيخ؟ قالت : وما أصنع به؟ لا يصنع له طعام إلّا دعا عليه من يأكله ، فأرسلت إلى قوم من المساكين كانوا يجلسون بطريقه إذا خرج من المسجد فأطعمتهم وقالت : لا تجلسوا بطريقه ثم جاء إلى بنيه (٥) فقال : أرسلوا إلى فلان وإلى فلان ، وكانت امرأته قد أرسلت إليهم بطعام وقالت : إن دعاكم فلانا فلا تأتوه ، فقال : أردتم ألّا أتعشى الليلة ، فلم يتعش تلك الليلة.
__________________
(١) الأصل : «حتى لم يبقى» والمثبت عن ل.
(٢) الأصل ول ، وفي المطبوعة : الصنعاني.
(٣) زيد في ل : ح وحدثنا ألحقه قاسم عمي ، أنا ابن يوسف ، أنا أبو محمد ، قراءة ، عن ابن حيوية ، ح قال وأنا البرمكي إجازة.
(٤) طبقات ابن سعد ٤ / ١٦٦.
(٥) في ل : بيته.