سمّاها ، باسمها ـ ها هو ذا في السوق تباع ، قال : أرني ردائي ، فلما وضع على منكبيه وقام جلس فوضع رداءه ثم قال : لقد كنت احتسبتها فلم أطلبها.
قال (١) : ونا كثير بن هشام ، نا جعفر بن برقان ، نا ميمون بن مهران : أن ابن عمر كاتب غلاما له ونجّمها عليه نجوما ، فلما حلّ أول النجم أتاه المكاتب به ، فسأله من أين أصبت هذا؟ قال : كنت أعمل وأسأل. قال ابن عمر : أفجئتني بأوساخ الناس تريد أن تعطينيها؟ أنت حر (٢) ، ولك ما جئت به.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، أنا أبو بكر بن الحسن (٣) ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق قال : نبأ أبو العباس محمّد بن يعقوب ، أنبأ محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنا ابن وهب ، أخبرني عمر بن محمّد بن زيد بن عبد الله بن عمر أن أباه حدّثه.
أن عبد الله بن عمر كاتب غلاما له يقال له شرفا بأربعين ألفا ، فخرج على الكوفة ، فكان يعمل على حمر له حتى أدّى خمسة عشر ألفا ، فجاءه إنسان فقال : مجنون أنت ، أنت هاهنا تعذّب نفسك وعبد الله بن عمر يشتري الرقيق يمينا وشمالا ثم يعتقهم ، ارجع إليه ، فقل له : قد عجزت ، فجاء إليه بصحيفته فقال : يا أبا عبد الرّحمن قد عجزت ، وهذه صحيفتي فامحها فقال : لا ، ولكن امحها إن شئت ، فمحاها ، ففاضت عينا عبد الله بن عمر قال : اذهب فأنت حرّ ، قال : أصلحك الله أحسن إلى ابنيّ قال : هما حرّان ، قال : أصلحك الله أحسن إلى أمّي ولديّ قال : هما حرّتان (٤) فأعتقهم جميعا (٥) كلهم في مقعد واحد (٦).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأ أبو طاهر المخلّص ، أنا محمّد بن هارون الحضرمي ، نا علي بن الحسين ، أنبأ أبو محمّد الزبيري (٧) ، نا سفيان الثوري ، عن فراس ، عن أبي (٨) صالح ، عن
__________________
(١) حلية الأولياء ١ / ٣٠١.
(٢) عن ل وبالأصل : الحسين.
(٣) الحلية : أنت حر لوجه الله.
(٤) عن ل وبالأصل : حران.
(٥) في ل : خمستهم.
(٦) الخبر في سير الأعلام ٣ / ٢١٧ وتاريخ الإسلام (٦١ ـ ٨٠) ص ٤٦١.
(٧) عن ل والمطبوعة وبالأصل : الزهري.
(٨) عن ل والمطبوعة وبالأصل : ابن.