بئر فيها رجال معلقين (١) ، فقيل : انطلقوا به إلى ذات اليمين ، فذكرت الرؤيا لحفصة فقلت : قصّيها على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقصّتها عليه ، فقال : «من رأى هذه؟» قالت : ابن عمر فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «نعم الفتى ، أو قال : نعم الرجل ـ لو كان يصلّي من الليل» قال : وكنت إذا نمت لم أقم حتى أصبح قال : فكان ابن عمر يصلي الليل [٦٤٨٤].
ورواه عبد الله بن نافع عن أبيه كذلك قال : وإنما هو ختن (٢) الفزاري.
وأخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، أنا محمّد بن بشّار ، نا أبو بكر الحنفي ، نا عبد الله بن نافع ، عن أبيه عن ابن عمر قال :
كان رجال من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم يرون الرؤيا في المنام فيقصونها (٣) على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيحدثهم عنها بما شاء ـ وكان ـ ابن عمر يقول لنفسه : وكنت غلاما حديث السن ليس لنا أهل وكان ـ يبيت في المسجد ، وكان كثير الرقاد ، فقال ليلة واضطجع : اللهم إن كنت تعلم أن لي عندك خيرا فأرني رؤيا أقصّها على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : بينما أنا نائم إذ رأى أنه أتاه (٤) ملكان في أيديهما مقمعان من حديد فأخذا يعتلاني إلى جهنم ، فبينما أنا بينهما إذ لقينا ملك في يده مقمعة (٥) من حديد وأنا أقول : اللهمّ إنّي أعوذ بك من جهنم ، اللهمّ أعوذ بك من جهنم ، فقال ذلك الملك : يا عبد الله ، لا تدع الصلاة ، نعم الرجل أنت لو لا قلة الصلاة. قال : فأزاني وذهب بي حتى وقف بي على جهنم ، فإذا أنا بها مطوية كطي البئر ، لها قرون مثل قرون الرّحا على كل قرن ملك في يده مقمعة من حديد ، فإذا فيها رجال معلقة بالسلاسل رءوسهم أسفل ، وعرفت منهم رجالا فصرفوا عنها دار اليمين قال : فصرفوني ، فقصّتها حفصة على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ عبد الله رجل صالح» [٦٤٨٥].
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنبأ إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم ، أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرّشيد قوله ، أنا أبو بكر النيسابوري ، نا أبو بكر بن الأشعث
__________________
(١) كذا بالأصل والصواب : معلقون.
(٢) يعني موسى بن خالد وهو الشامي ، وهو ختن أبي إسحاق الفزاري راجع تهذيب الكمال ١٨ / ٤٥٨.
(٣) إعجامها غير واضح بالأصل.
(٤) الأصل : أتى.
(٥) المقمعة : كمكنسة العمود من حديد ، أو كالمحجن يضرب به رأس الفيل ، وخشبة يضرب بها الإنسان على رأسه.