قال : فقاتلنا معه فكان ـ والله ـ شديد الأمر ، فهذا يومه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا داود بن عمرو (١) الضبّي ، نا نافع بن عمر الجمحي ، عن ابن أبي مليكة.
أن النبي صلىاللهعليهوسلم لما خرج هو وأبو بكر إلى ثور ، وجعل أبو بكر يكون أمام رسول الله صلىاللهعليهوسلم مرة ، وخلفه مرة ، قال : فسأله النبي صلىاللهعليهوسلم عن ذلك ، فقال : إذا كنت أمامك خشيت أن تؤتى من ورائك ، وإذا كنت خلفك خشيت أن تؤتى من أمامك ، حتى إذا انتهى إلى الغار من ثور ، قال أبو بكر : كما أنت حتى أدخل يدي فأجسّه وأقصه ، فإن كانت فيه دابة أصابتني قبلك ، قال نافع : فبلغني أنه كان في الغار جحر ، فألقم أبو بكر رجله ذلك الجحر تخوفا أن تخرج منه دابة أو شيء يؤذي رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو حفص بن شاهين ، نا عبد الوهّاب بن عيسى بن عبد الوهّاب ، نا محمّد بن معاوية الأنماطي ، نا سفيان ، عن سعيد بن عمرو بن جعدة ، قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعائشة : «لو رأيتي حين صعدنا الجبل نريد الغار وأبو بكر من بين يدي ، ومرّة خلفي حتى دخلنا الغار ، فإذا فيه جحر أو جحرة ، فبات ملقمه عقبه حتى أصبح» ، وقال لها أبو بكر : يا عائشة ، لو رأيتني ورسول الله صلىاللهعليهوسلم حين صعدنا الجبل ، فأما قدما رسول الله صلىاللهعليهوسلم فتقطّرتا دما ، وأما قدماي فعادتا كالصفوان ، فقالت : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم يتعود الرعية ولا الشفوق ولا الحفية.
قال : وأنا ابن شاهين ، نا عمر بن أحمد بن علي القطّان ، نا محمّد بن إسماعيل الحسّاني ، نا وكيع ، نا نافع بن عمر عن رجل لم يسمّه : أن النبي صلىاللهعليهوسلم وأبا بكر لما انتهيا إلى الغار إذا جحر في الغار ، فألقمه أبا بكر رجله ، فقال : يا رسول الله إن كانت لدغة أو لسعة كانت بي دونك.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي ، أنبأ أبو
__________________
(١) في م : عمر.