عمر بن أحمد بن عثمان ، نا عبد الله بن محمّد البغوي ، نا أحمد بن منصور ، ثنا ابن أبي مريم ، ثنا ابن (١) لهيعة.
ح قال : وأنا أبو حفص ، أنا علي بن محمّد بن أحمد العسكري ، نا مقدام بن داود ، نا يحيى بن عبد الله بن بكير ، نا عبد الله بن لهيعة ، نا أبو الأسود ، عن عروة ، عن عائشة قالت :
بينا أنا ألعب في ظهيرة في ظل جدار وأنا جارية ، حتى جاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأسندت إلى أبي فقلت : هذا عمّي قد جاء ، فخرج إليه ، فرحّب (٢) برسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «يا أبا بكر ، ألم ترني كنت أستأذن الله في الخروج؟» قال : أجل ، قال : «فقد أذن لي» قال أبو بكر : الصحابة ، قال : «الصحابة» ، قال أبو بكر : عندي راحلتين قد علفتهما منذ ستة أشهر لهذا ، فخذ إحداهما ، قال : «بل أشتريها» فاشتراها منه ، فخرجا ، فكانا في الغار ، وكان عامر بن فهيرة مولى أبي بكر وهو أحد الأسديين يرعى غنما لأبي بكر عندهما ، فكان يأتيهما إذا أمسيا باللبن واللحم ، وكان عبد الله بن أبي بكر يسعى إليهما ، فيأتيهما بما يكون من مكة من خبر ثم يرجع فيصبح بمكة ، ولا يرون إلّا أنه بات معهم ، فكان ذلك حتى سار رسول الله صلىاللهعليهوسلم فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم على راحلته ، وأبو بكر على راحلته ، وعامر بن فهيرة يمشي مع أبي بكر مرة وربما أردفه.
قال : وكانت أسماء تقول : لمّا صنعت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبي سفرتهما وجد أبو قحافة ريح الخير ، فقال : ما هذا؟ لأي شيء هذا؟ فقلت : لا شيء ، هذا خبز عملناه نأكله ، ثم إنّي لم أجد حبلا للسفرة ، فنزعت حبل منطقتي فربطت السفرة ، فلذلك سمّيت ذات النطاقين ، فلما خرج أبو بكر جعل أبو قحافة يلتمسه ويقول : أقد فعلها ، خرج وترك عياله عليّ ، ولعله قد ذهب بماله ، وكان قد عمي ، فقلت : لا ، فأخذت بيده ، فدهنت به إلى جلد فيه أقط ، فمسسته فقلت : هذا ماله.
قال أبو حفص : فقط : عبد الله بن محمّد.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو محمّد المصري ، أنا أبو بكر المالكي ، نا يحيى بن أبي طالب ، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم الراسبي ، حدّثني
__________________
(١) عن م وبالأصل : أبي.
(٢) عن م وبالأصل : فرحت.