دخل النبي صلىاللهعليهوسلم على أبي بكر فرآه مقبلا ، فخرج من عنده ، فدخل على عائشة فانه ليخبرها بوجع أبي بكر إذ دخل أبو بكر يستأذن ، فقالت عائشة : أبي ، فدخل فجعل النبي صلىاللهعليهوسلم يتعجب لما عجل الله له من العافية ، فقال : ما هو إلّا أن خرجت من عندي يعقوب (١) فأتاني جبريل عليهالسلام يسعطني سعطة ، فقمت وقد برأت.
أخبرنا أبو بكر المزرفي (٢) ، نا أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني ، نا محمّد بن مخلد العطار ، نا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي (٣) ، نا إسماعيل بن إبراهيم أبو بشر صاحب القوهي قال : سمعت أبي قال : حدّثنا المبارك بن فضالة ، عن عبيد الله بن عمر ، عن القاسم ، عن عائشة قالت :
كان بيني وبين رسول الله صلىاللهعليهوسلم كلام ، فقال : «من ترضين أن يكون بيني وبينك؟ أترضين بأبي عبيدة بن الجرّاح؟» قلت : لا ، ذلك رجل هين ليّن يقضي لك ، قال : «فترضين بأبيك؟» قال : فأرسل إلى أبي بكر ، فجاء ، فقال : «أقصصي» ، قالت : قلت : أقصص أنت ، فقال : «هي كذا وكذا» ، قالت : فقلت : أقصد؟ فرفع أبو بكر يده فلطمني قال : تقولين يا بنت فلانة لرسول الله صلىاللهعليهوسلم أقصد؟ من يقصد إذا لم يقصد رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : وجعل الدم يسيل من أنفها على ثيابها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّا لم نرد هذا» ، قال : وجعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يغسل الدم بيده من ثيابها ويقول : «رأيت كيف أنقذتك منه؟» [٦٣٢٤].
أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا أبو خيثمة ، نا وهب بن جرير ، نا عبد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث أبا بكر ، فأقام للناس حجهم ، أو قال : فحج ـ [فحجّ](٤) رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالناس العام المقبل حجة الوداع ، ثم قبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم واستخلف أبو بكر ، فبعث أبو بكر عمر بن الخطّاب يحج بالناس ، ثم حج أبو بكر في العام المقبل ، ثم استخلف عمر ،
__________________
(١) كذا بالأصل وم؟
(٢) بالأصل وم : المرزفي ، خطأ ، والصواب : المرزفي ، وقد مرّ.
(٣) ترجمته في سير الأعلام ١٣ / ٣٤٦.
(٤) زيادة لازمة عن مختصر ابن منظور ١٣ / ٧٦ واللفظة مستدركة فيه بين معكوفتين أيضا.