وأربعين ـ ولّى ـ يعني معاوية ـ عبد الله بن عامر بن كريز البصرة ، وسنة أربع وأربعين افتتح ابن عامر كابل ، وفيها وفد ابن عامر إلى معاوية ، واستخلف على البصرة قيس بن الهيثم السّلمي ، وفيها ـ يعني سنة خمس وأربعين ـ عزل معاوية ابن عامر عن البصرة ، وولّى الحارث بن عمرو الأزدي ، فقدم في أوّل السنة ، ثم عزله وولّى زيادا ، فقدم البصرة في شهر ربيع الأول أو الآخر (١).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي بن كرتيلا ، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد المقرئ ، أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر ، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن (٢) أحمد بن محمّد بن الجهم الكاتب ، حدّثني أبي أبو طالب ، حدّثني أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر القرشي السّعيدي ، حدّثني إسحاق بن عيسى بن علي الهاشمي من كتب لهم عتيقة ، قال :
كان عبد الله بن عامر بالبصرة عاملا لمعاوية ، فضعّفه (٣) في عمله ضعفا شديدا حتى شكي إلى معاوية حتى (٤) أكثر عليه في أمره ، كتب إليه [يسأله](٥) أن يزوره ، فقدم عليه وكان يزوره ويأتيه ، ويتغدى عنده ، ثم دخل عليه يودّعه راجعا إلى عمله ، فودّعه وقبل وداعه ، ثم قال : إنّي سائلك ثلاثا ، فقال : هي لك ، وأنا ابن أم حكيم ، قال : ترد عليّ عملي ولا تغضب عليّ ، قال : قد فعلت ، قال : وهب لي مالك بعرفة ، قال : قد فعلت ، قال : وتهب لي دورك بمكة ، قال : قد فعلت ، قال : وصلتك رحم ، قال : وإنّي سألتك يا أمير المؤمنين ثلاثا ، فقل قد قد فعلت ، قال : قد فعلت ، وأنا ابن هند ، قال : تردّ إليّ مالي بعرفة ، قال : قد يردّ (٦) إليك مالك بعرفة ، قال : وتهب لي دورك بمكة (٧) ، قال : وتنكحني هند بنت معاوية ، قال : وقد فعلت ، قال : ولا تحاسبني عاملا ولا تتبع أثري ، قال : قد فعلت.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد المعدّل ، أنا
__________________
(١) قوله : «الأول أو الآخر» ليس في تاريخ بغداد.
(٢) في المطبوعة : علي بن محمد بن أحمد بن الجهم.
(٣) كذا بالأصل وم ، ولعل الصواب : «فضعّف» وهو ما يقتضيه السياق.
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٨٨ «فلما» وهو أشبه.
(٥) زيادة لازمة للإيضاح عن مختصر ابن منظور.
(٦) كذا بالأصل وم ، وفي مختصر ابن منظور : «رددت» وهو أصوب.
(٧) قوله : «قال : وتهب لي دورك بمكة» سقط من مختصر ابن منظور والمطبوعة.