القرابة وبهم حاجة ، قال : هيه حسبك الآن ، قال : فآل (١) فلان ، قال : حسبك الآن ، قال : وآل فلان ، قال : ما أراك تسألني حاجة لنفسك ، قال : لو لم أفد إليك إلّا لنفسي ما وفدت أبدا ، فلما قام قال : يا أمير المؤمنين حاجة هذا الرجل ، قال : حسبك ، قال : لا والله ، ما أقبل منك واحدة منها إلّا بهذه ، قال : فدخل على أخواته قال : أذنت لذلك ، فما سألني إلّا لنفسه ، وأذنت لهذا فما سألني إلّا لقرابتي.
كذا قال ، والصواب : يعنين عبد الرّحمن بن صفوان بن أميّة (٢).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو محمّد بن زبر ، نا إبراهيم بن مهدي الأبلّي (٣) ، نا أبو حاتم السّجستاني ، نا الأصمعي ، نا جويرية بن أسماء :
أن بنات أبي سفيان قلن لمعاوية : يقدم عليك ابن أختك ـ يعنين ابنا لصفوان بن أميّة ـ فتؤخره ، ويقدم عليك عبد الله بن صفوان فتقدّمه ، قال : فأجلسهن مجلسا من وراء ستر ، ودعا بابن أخته ، فلما دخل وهنّ ينظرن ويسمعن ، قال : مرحبا وأهلا ، قال : حاجتك؟ قال : أقطعني كذا وأعطني كذا ، وافعل بي كذا ، قال : هيه ، حاجتك ، قال : فأعاد مثل قوله حتى فعل ذلك ثلاثا ، ثم قال : ائذنوا لعبد الله بن صفوان ، فلمّا نهض ليدخل قام إليه رجل ، فقال : حاجة لي إلى أمير المؤمنين في هذا القرطاس ، فأخذه ودخل ، فقال له معاوية : هيه ، فقال : يا أمير المؤمنين آل فلان بيننا وبينهم من القرابة ما تعلمه ، وبهم حاجة وفاقة ، قال : هيه حسبك الآن ، قال : وآل فلان من حالهم ومن أمرهم ، قال : ما أراك تسألني لنفسك حاجة ، فقال : لو لم أفد إليك إلّا لنفسي ما وفدت أبدا ، قال : فأمر بقضاء ما سأله من الحوائج ، فلمّا قام ، قال : يا أمير المؤمنين وحاجة لصاحب هذا القرطاس ، فهو ببابك ، قال : لا والله حسبك ، فقال : لا (٤) والله ، لا أقبل منك واحدة منهن إلّا بهذه ، قال : فدخل على أخواته ، فقال : قد رأيتنّ ، أذنت لابن أختي فما سأل إلّا لنفسه ، وأذنت لهذا فما سأل إلّا لقرابتي.
__________________
(١) سقطت من الأصل ومكانها إشارة تحويل إلى الهامش لكنه لم يذكر شيئا عليه ، والزيادة أضفناها من م.
(٢) وقد مرّ قريبا أن أمّه هي أم حبيبة بنت أبي سفيان.
(٣) بالأصل وم : «الايلي» والصواب ما أثبت وضبط ، ترجمته في تهذيب الكمال ١ / ٤٣٨ ، وانظر الأنساب (الأبلّي).
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : فقال : والله.