السّلمي ، قال : وسألته ـ يعني الدار قطني ـ عن عبد الله بن داود الخريبي ، فقال : ثقة زاهد (١).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (٢) ، قال : سمعت الحسن ـ يعني ابن الربيع ـ أو غيره من ثقات أهل الكوفة قال : كان مصلى الحسن بن صالح ، وعبد الله بن داود في مسجد واحد ، فغاب ابن داود ، فانهدم شيء من منارة المسجد ، فهدمها الحسن بن صالح وبناها ، وقدم ابن داود فقال للحسن : ما دعاك إلى هدم المنارة وبنائها ، وأنا أقعد بباب المسجد (٣) منك؟ فقال الحسن : وأنت هناك أن تكلمني بهذا إمّا أن أتحول عنك ، أو تتحول عني ، وكان دار ابن داود في قبلة المسجد ، قال : فقال ابن داود : بل أتحول عنك ، فقال الحسن : بل أتحول عنك ، قال : فقال : تريد أن تجعلني شهرة في الناس ، يقولون : تحوّل الحسن بحال ابن داود ، ولكني أتحول عنك ، فتحوّل إلى البصرة ، ونزل الخريبة (٤) ، وترك داره حتى صارت خرابا إلى اليوم.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، نا أبو العبّاس الأصم ، نا عبّاس بن محمّد ، قال : قلت ليحيى بن معين : إن الناس قالوا : إن عبد الله بن داود بعث إليه السلطان بمال ، فأبى أن يأخذه ، وقال : هو من مال الصدقة ، ولو كتب به لي من مال الخراج أخذته ، قال يحيى : لعلّ عبد الله بن داود إنّما كره أخذه لأنه كان ليس عليه دين ، فيقول : إنّما الصدقة لهؤلاء الأضياف الفقراء والمساكين والغارمين ، فقلت له : فكيف يأخذ من الخراج؟ قال : هذا كان أحبّ إليه ، يقول ليس هو من الصّدقة (٥).
قرأت على أبي القاسم بن عبدان ، عن أبي عبد الله محمّد بن علي بن أحمد ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد الطرسوسي ، أنا محمّد بن محمّد بن
__________________
(١) تهذيب الكمال ١٠ / ١١١ وسير أعلام النبلاء ٩ / ٣٤٨.
(٢) الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ٢ / ٨٠٥.
(٣) في المعرفة والتاريخ : وأنا أقعد بناء لمسجد.
(٤) في المعرفة والتاريخ : «الحربين»؟! وكتب محققه بالهامش : كذا بالأصل» ، كأنه غير مطمئن للفظة.
(٥) الخبر في سير أعلام النبلاء ٩ / ٣٤٩ ـ ٣٥٠ من طريق عباس الدوري وتهذيب الكمال ١٠ / ١١٢ من طريقه أيضا.