أنا أحمد بن مروان ، نا الحربي ، نا أبو نصر ، عن الأصمعي قال : قيل للعجّاج : إنك لا تحسن الهجاء ، فقال : إنّ لنا أحلاما تمنعنا من أن نظلم ، وأحسابا تمنعنا من أن نظلم ، وهل رأيت بانيا إلّا وهو على الهدم أقدر منه على البنّاء.
أنبأ أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش المقرئ ، عن رشأ بن نظيف ، أنا أبو القاسم إبراهيم (١) بن علي بن الحسين ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، نا الفضل بن الحباب بالبصرة ، نا أبو عبيد الله محمّد بن طلحة ، عن أبيه ، قال : قيل للعجّاج : إنك لا تحسن الهجاء ، فقال : إنّ لنا أحلاما تمنعنا من أن نظلم ، وأحسابا تمنعنا من أن نظلم ، وهل رأيت بانيا إلّا تحسن يهدم.
أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ فيما قرأ عليّ إسناده وناولني إياه وأذن لي في روايته ـ أنا أبو علي [الجازري ، حدثنا المعافى بن زكريا (٢)](٣) [حدثنا محمّد بن يحيى الصولي قال حدثنا الطيب بن محمّد الباهلي قال : حدثنا أحمد بن سعيد بن سلم](٤) الباهلي ، قال : قرأنا على الأصمعي شعر العجاج ، فمرّ بنا : من أن تبدلت بآدي (٥) آدا لم يك ينآد ، فأمسى أنآدا فقد أراني أصل القعادا.
قال : ودخل ابن الأعرابي ، فأومأ إلينا سلوه ما القعّاد؟ فسألناه ، فقال : الشيوخ الذين قعدوا عن الغزل كبرا ، وكذلك هو من النساء ، فقال ابن الأعرابي : أما القعّاد من الرجال فصحيح ، وأما النساء فقواعد كما قال الله عزوجل (وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ)(٦) قال : فو الله ما التفت إليه الأصمعي ، ثم أنشد للقطامي :
أبصارهنّ إلى الشبّان مائلة |
|
وقد أراهنّ عني غير صدّاد (٧) |
فما الفرق بين صدّاد وقعّاد ، فما نطق ابن الأعرابي بحرف ، وقام فخرج.
__________________
(١) سقطت «إبراهيم» من الأصل وأضيفت اللفظة عن م.
(٢) الخبر في الجليس الصالح الكافي ٣ / ٢٩٩.
(٣) ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح قياسا إلى سند مماثل.
(٤) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الجليس الصالح الكافي.
(٥) الآد : القوة (اللسان : أيد).
(٦) سورة النور ، الآية : ٦٠.
(٧) ديوان القطامي ص ٧٩.