يقول شعرا أو قولا ليس من الرفث وهو عبد الله بن رواحة :
وفينا رسول الله يتلو كتابه |
|
إذا انشقّ معروف من الفجر ساطع |
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا |
|
به موقنات أن ما قال واقع |
يبيت يجافي جنبه عن فراشه |
|
إذا استثقلت بالكافرين المضاجع |
أخبرنا أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمّد ، قالا : أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى ، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي ، أنا عبد الله بن محمّد بن الحسن بن الشرقي (١) ، نا عبد الله بن هاشم ، نا وكيع ، نا ابن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم : أن عبد الله بن رواحة بكى ، فبكت امرأته ، فقال لها : ما يبكيك؟ فقالت : رأيتك بكيت فبكيت ، فقال : إني أنبئت أني وارد ، ولم أنبأ أنّي صادر.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، وأبو بكر بن إسماعيل ، قالا : نا يحيى بن محمّد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، قال : بكى ابن رواحة ، وبكت امرأته ، فقال لها : ما يبكيك؟ قالت : بكينا حين رأيناك تبكي ، فقال عبد الله : إنّي قد علمت أني وارد النار ، وما أدري أناجي (٢) منها أم لا (٣).
قال : وأنا عبد الله عن عبّاد المنقري ، نا بكر بن عبد الله المزني ، قال : لما نزلت هذه الآية : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها)(٤) ذهب عبد الله بن رواحة إلى بيته فبكى ، فجاءت امرأته فبكت ، وجاءت الخادم فبكت ، وجاء أهل البيت فجعلوا يبكون ، فلما انقطعت عبرته ، قال : يا أهلاه ، ما الذي أبكاكم؟ قالوا : لا ندري ، ولكن رأيناك بكيت فبكينا ، قال : إنه أنزلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم آية ينبئني فيها ربي عزوجل أنّي وارد النار ، ولم ينبئني أنّي صادر عنها ، فذلك الذي أبكاني.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا
__________________
(١) بالأصل : الشرفي ، بالفاء خطأ والصواب ما أثبت ، وقد مرّ التعريف به.
(٢) كذا بالأصل وم بإثبات الياء.
(٣) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام ١ / ٢٣٦ ـ ٢٣٧.
(٤) سورة مريم ، الآية : ٧١.