أكثر أمانة من تلك التي يمكن نقلها من خلال أحشد المقالات تعقيدا (١).
عند ما توفي (أحمد) ترك وراءه خمسة أبناءوهم (سيف) و (قيس) و (سلطان) و (طالب) و (محمد). كان (قيس) زعيم (صحار) في أثناء حياة والده وعند موته. أما (سيف) (٢) الوريث كما يبدو فقد انتخب إماما لدى وفاة والده ، وكان له ابن يدعى (أحمد) (٣) وكان هذا أميرا عاقلا يحسن إدارة شؤون حكومة أبيه. وعند ما توفي (أحمد) سادت الفوضى في أرجاء الحكومة واختار زعماء القبائل (سلطان) (٤) إماما. إلا أن هذا لقي مصرعه على أيدي القراصنة القواسم ، فوجهوا أنظارهم إلى (قيس) ليكون إماما. أما (سلطان) فقد ترك ولدين الأكبر وهو (سعيد) الإمام الحالي و (سالم). وكان (بدر) ابن (سيف) قد ترك البلاد وانضم إلى الوهابيين ولكن عند سماعه نبأ وفاة (سلطان) غادر بلدة (Heraiyat) (٥) وأصبح ضيفا ابني عمه اللذين عاملاه باهتمام كبير واتفق الجميع على البقاء في حالة صداقة وتفاهم. ثم هاجموا (قيس) ، وهو عمهم ، وردوه إلى مقر ولايته في (صحار). ولكن عند ما اتضح أن (بدر) له نفوذ واسع وسط العديد من القبائل العربية ، رغبت هذه القبائل في رؤيته وقد اصبح إماما ، بل إنه عقد معاهدة مع الوهابيين التزم فيها بدفع خمسين ألف دولار سنويا وان تكون عمان من أملاك زعيمهم. وفي نهاية المطاف تبين أن موته فقط هو الذي سيضمن العرش (للسيد سعيد) وأمنه الشخصي ، ودبر مؤامرة لقتله قرب إحدى القرى الصغيرة وتدعى قرية (نمهان) (٦) القريبة من (بركاء) على ساحل البحر. ولكن على الرغم من أن (السيد سعيد) تخلص من خصمه الرئيس إلا أنه لم يترك ليستمتع بعمان دون
__________________
(*) هكذا يقحم المؤلف الدين في مسألة الصراع على السلطة وهي مسألة إنسانية عامة تشترك فيها كل أنظمة الحكم ويشهد بها تاريخ البشرية أجمع ولا علاقة لها بالإسلام.
(**) كذا في الأصل الإنجليزي وصوابه (سعيد).
(***) كذا في الأصل الانجليزي وصووابه (حمد) توفي في عام ١٧٩٢ م.
(****) سلطان بن أحمد بن سعيد. حكم في الفترة (١٧٩٢ ـ ١٨٠٤ م) وهو في رأي بعض المؤرخين أول من حمل لقب (السيد) إذ كان اللقب المعتاد في السابق هو لقب (الإمام).
(*****) كان بدر آنذاك مقيما بقطر فلعلها بلدة هناك.
(******) كذا في الأصل NAMHAN وصوابه (نعمان).