الفصل الثالث عشر
شيخ السويق
يعيش (السيد هلال) في أبهة أكبر من أبهة أي زعيم آخر التقيته في عمان. فعدد العبيد الذي يعملون في منزله يتجاوز المائة كما يقال ، يرتبط عشرون أو ثلاثون منهم به شخصيا ويرتدون زيا أنيقا. وتم إعداد وجبة طعام في مطبخه تتألف من مختلف الأصناف وتكفي لثلاثين أو أربعين شخصا ، قدّمت في أطباق نحاسية كبيرة. وكان مثل هذا الطعام يقدم لنا مرتين في اليوم منذ وصولنا. وكانت ثياب الجميع على الطراز الفارسي الأنيق. وفي مثل هذه المناسبات ، تنتشر الأواني الصينية الزرقاء المذهبة ، والأطباق الزجاجية ودوارق الماء التي وضع فيها الشربت وغير ذلك من الأدوات الثمينة. وكان الشيخ يقضي ساعات طويلة معنا بعد العشاء. وكنت أحب كثيرا أن ادفعه للحديث عن مختلف الموضوعات ذات الصلة بالقبائل في المنطقة الشمالية من عمان. وقد زودتني أحاديثه بالكثير من المعلومات الممتعة والقيّمة.
ذات مرة كان برفقة أحد الرواة ، وكان يبدو مفضلا عنده. وقال الشيخ : «كلما أحسست بالحزن أو بالاضطراب ، فإنني أرسل في طلب هذا الشخص الذي سرعان ما يعيدني إلى حالتي النفسية المألوفة». ومن خلال طبقة الصوت العالية التي كانت تلقى بها الحكاية ، فإني لم أتمكن من متابعة خيط القصة وعند ما ذكرت له هذا الأمر ، أرسل لي الشيخ مخطوطة القصة التي استفاد منها الراوي. ومع اختلاف بسيط ، وجدت أن القصة تماثل قصة السندباد البحري المعروف جيدا لدى قراء (ألف ليلة وليلة). وعند ما قرأت هذه الحكايات المدهشة أول مرة بلغتي الأم ، فإنني لم أفكر يوما ما بأن قدري سيجعلني مستقبلا أصغي إلى القصة الأصلية في مكان متجانس جدا معها وبعيد.
مدينة (السويق) عبارة عن مدينة صغيرة مسوّرة تضم حوالي سبعمائة منزل. أما الحصن فهو متين البيان وضخم نصبت على أبراجه بعض المدافع ويكاد يتوسط البلدة ويسهر على