الفصل الخامس
قبيلة بني بو علي
تنحدر قبيلة (بني بو علي) في الأساس من منطقة صغيرة بنجد حيث يقال إن بعض أفرادها لا يزالون هناك. وقد رافقوا أولئك الذين انفصلوا عن جيش الإمام خلال النزاع مع معاوية حول الخلافة ، وظلوا يؤمنون بمعتقدات الأباضية حتى غزو (عبد العزيز) سنة ١٨١١ حيث اعتنقوا المذهب الوهّابي. ومنذ تلك الفترة باتوا موضع حقد شديد من بقية القبائل في (عمان). وبعد هزيمة (عبد العزيز) في (بدية) ، كانت أفضل محاولاتهم تتمثل في الحيلولة دون أن يقضي عليهم أحد. لكن باستمرارهم في مسايرة أهل الرأي السائد ، تمكنوا من بناء حصن منيع لهم وانقلبوا إلى معتدين نشروا الرعب والدمار في كل مكان من المناطق القريبة حتى باتوا قوة ضاربة وأصبحت لهم اليد الطولى دون منازع في الأراضي التي كانوا ينتشرون فيها وفي تلك القريبة منهم.
وفي فترة متأخرة ، بذل الإمام محاولات كثيرة لانتزاعهم من مكانهم أو تدميرهم ، إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل ، فما كان منه إلا أن طلب مساعدة النقيب (تومسون) سنة ١٨٢١ ، ولم تكن لدى هذا بعد سقوط (رأس الخيمة) في السنة السابقة إلا قوة صغيرة مؤلفة من ثما نمائة رجل من السباهيين (١) في جزيرة (قشم) (٢). وساد الانطباع عند ذلك الضابط بأن رهطا من القبيلة يمارس أعمال القرصنة فما كان منه إلا أن أسرع بإرسال رسول يحمل رسالة احتجاج إليهم ، إلا أنهم أردوه قتيلا حال وصوله. وعند ما وصل النبأ إلى النقيب (تومسون) لم يتردد في السير ومرافقة قوة أعدها الإمام للهجوم عليهم. وما أن وصل إلى (صور) حتى التقى الجمعان وتقدموا لمهاجمة بني بو علي الذين كانوا على بعد خمسين ميل ، وذلك بخط مستقيم من منطقة نزولهم. انسحب البدو من أمامهم واحتلوا بساتين النخيل المحيطة
__________________
(*) SEPOYS هم هنود مجندون في خدمة بريطانيا من خلال حكومة شركة الهند.
(١) انظر تقرير القبطان (تومسون) المؤرخ في ١٨ نوفمبر سنة ١٨٢٠ ، المجلة الآسيوية ، المجلد ١١ ، ص ٥٩٣.