أشخاص في كل مرة.
وبعد ذلك يهز أحدهم الحبل فيقوم الشخص الموجود على ظهر القارب بسحب الغواص إلى
أعلى بأسرع ما يستطيع. إن المدة التي يستطيعون البقاء فيها تحت سطح الماء قد بولغ
في تقديرها. والمعدل العام دقيقة واحدة ، ولا أعتقد بأنها تتجاوز الدقيقة والنصف
إلا في مرة واحدة فقط .
ولا تقع أي حوادث
في الغالب بسبب أسماك القرش ، لكن السمك المعروف بأبي منشار يخشى أمره كثيرا. وقد
رويت لي بعض القصص عن الغواصين الذين قطعت أبدانهم إلى نصفين تماما بفعل هذه
الأسماك المتوحشة التي تتصف في الخليج العربي بأنها ذات أحجام أكبر من مثيلاتها في
أي مكان آخر في العالم. ولما كان سلوك هذا السمك غير مألوف عند القارئ العام ،
فإنني سأضيف بعض الكلمات لوصفه ، تكون هذه الأسماك ذات شكل دائري يميل إلى
الاستطالة ، أما رأسها فمسطح من الجهة الأمامية ويستدق على نحو مفاجئ عند جهة
الذنب. ويبلغ طول السمكة ما بين ثلاثة عشر إلى خمسة عشر قدم ، ومغطاة بطبقة جلدية
ذات لون غامق من الأعلى وأبيض من الأسفل. أما السلاح الفتاك الذي اشتقت اسمها منه
فهو عبارة عن خطم مسطح ناتئ يبلغ طوله ستة أقدام وعرضه أربع بوصات ومسلح من كل جهة
بفقرات تشبه أسنان القرش.
يعد الغوص ضارا
بالصحة إلى حد كبير ومما لا شك فيه أنه يقصر عمر أولئك الذين يمارسونه بكثرة. ولكي
يحتفظ الغواص بتنفسه فإنه يضع قطعة مطاطية فوق منخريه. ولا يدخل القارب في كل مرة
يصعد فيها إلى سطح الماء ، إذ أن الحبال مشدودة إلى جنبيه فتساعده على التشبث بها
، حتى يحصل على النفس اللازم للقيام بمحاولة جديدة. وما أن يملأ الصيادون قاربهم ،
يتجهون إلى إحدى الجزر التي يكثر وجودها قرب الضفاف ، فينصبون خيمهم مع المجاديف
والصواري والأشرعة. ويقدرون سعر المحار غير المفتوح بدولارين لكل مائة محارة .
__________________