طبقة يهود اليمن ، ويقيمون أودهم بإقراض المال بالفائدة مثل يهود اليمن. ويسميهم العرب ب (أولاد سارة) ويشمئزون منهم كل الاشمئزاز ، ويجفف الليمون هنا ويصدر بكميات كبيرة إلى الخليج العربي.
في أثناء زيارتي ، كان الشيخ منهمكا في نزاعه مع الوهابيين الذين نهبوا العديد من مدنه وأرغموه على البقاء داخل حصنه في (صحار). وكان الإمام يرغب في رؤية قوة الشيخ وقد ضعفت وأهينت ، لهذا السبب لم يتدخل ولم يقدم أي مساعدة ، لكنه جعل رجاله يمتلكون عزما موازيا لعزم زعيمهم ، لأن الصراع سيتقرر عمّا قريب. سكان ساحل البحر محاربون لا يكترثون لشيء ، وما أن يصولون صولتهم في قلب قوات العدو عند ظهورها حتى يجد نفسه قد تخلى عنه معظم جنوده الذين كانوا يشكلون أفرادا من هذه الفئة ، ولم ينجح في الهرب إلا بعد شجاعة تنطوي على التهور. ومنذ ذلك الوقت تعلم أن يكون أكثر حذرا.
يسود الاعتقاد بأن (الشيخ هلال) كان يتطلع إلى السيطرة على (عمان) كلها. ويعتقد الكثير من أبناء الطائفة الأباضية ـ لأسباب ذكرتها في مكان آخر ـ بأن الإمام الحالي قد خرج عن العقيدة الصحيحة ، وعلى هذا الأساس ، فإن (حمود بن عزّان) يتخذ مواقفه. وهو يتظاهر بالورع الشديد. وقد منحه الله موهبة البكاء ، ولهذا السبب يشاهد وهو يبكي ساعات طويلة دون أن يكلم أحدا. كما أنه يتطلع إلى روح النبوة ، وهو رقيق كحجاب المرأة ونجح في أن يخلق وسط العديد من الناس الذين تكلمت وإياهم نفس المشاعر التي يرغب في أن يخلقها.
إن العوائد المالية التي يحصل عليها (حمود بن عزّان) تتأتى عن طريق ميناء (صحار) الذي يدر عليه عشرة آلاف دولار سنويا. كما أنه يفرض رسوما على مدينة (الرستاق) تقدر بخمسة آلاف دولار. غير أن هذا ليس إلا أكثر من نصف المبلغ الإجمالي الذي يحصل عليه (السيد سعيد) عند ما كان يسيطر على البلاد لأن (حمود) كان يدفع قسما من المال لقاء اعترافهم بسلطته. يلاحظ أن ساحل عمان الممتد من (مسقط) إلى (شناص) يخلو من الموانئ ، ولا يوجد من ملاذ على امتداد هذه المسافة كلها سوى بعض الخلجان المائية الملحية الضيقة أو الأخوار ، كما يسميها العرب ، وهي ذات عمق يكفي لمرور السفن