في هذا الشأن هو طبيعة مناخها المعروف بأنه غير صحي والطبيعة العدوانية المفترضة في سكانها وأن أي رحالة أوروبي لم يسبق له حتى اليوم دخولها وأن شعبها والبلاد التي يسكنها ظلوا مجهولين تماما بالنسبة لنا. وفي متابعة هذا الموضوع اضطررت إلى أن أتمنى أن تظل العلاقات السياسية بين حاكمها الليبرالي المتنور وحكومتنا ذات طبيعة لا تترك إلا قليلا من الشك في أنه سيوفر كل التسهيلات القادر عليها لهدف هذه البعثة. وبعد الحصول على الإذن الضروري لهذا الغرض ، قضيت بضعة أيام في الحصول على الرسائل (١) اللازمة والهدايا الضرورية. وفي التاسع من نوفمبر / تشرين الأول ١٨٣٥ اعتليت ظهر السفينة (Cyrene) قاصدا (مسقط) ذلك الميناء الذي وصلنا إليه بعد رحلة جميلة في الحادي والعشرين من الشهر نفسه. وبعد وصول السفينة ورسوها على الشاطى خرجت منها واتجهت ناحية الساحل وقمت بزيارة الإمام. ولكني لما وجدت ديوانه ممتلئا بالناس ، استأذنت في طلب رخصة لزيارته زيارة خاصة صباح اليوم التالي ، فأجيب طلبي على الفور.
الثاني والعشرون من نوفمبر / تشرين الثاني : لم أجد أحدا في صحبة سموه (٢) هذا الصباح سوى ابنه. وبعد تقديم الهدايا ، كانت بضع كلمات كافية لتوضيح أهداف رحلتي المقترحة. ولما كنت أدرك حرية (السيد سعيد) المميزة في الموافقة على هذه الأهداف ، فإنني دهشت أيضا كلّ الدهشة لما أبداه من رغبة في تعزيز آرائي وقال : «إن مناسبات كهذه هي التي تمنحني متعة حقيقية طالما أنها تساعدني ـ من خلال تلبيتي رغبات حكومتك ـ في أن أثبت شدة ولائي لها». ثم أضاف بلهجة تنم عن الأخلاق التي لا يرقى إليها أي شك : «ليس
__________________
(١) فيما يلي صورة لإحدى هذه الوثائق الرسمية :
القسم الفارسي ، رقم ١٧ سنة ١٨٣٥.
بهذا نشهد بأن الملازم (ولستد) يتنقل بموافقة الحاكم الشريف في مجلس بومباي في مختلف أرجاء شبة الجزيرة العربية وأن كلّ من يرغب في الاحتفاظ بأواصر الصداقة مع الحكومة البريطانية مطالب بإظهار كلّ الاهتمام والاحترام له.
بأمر من الحاكم الشريف في المجلس دبليو. اتش. واتن الوزير في الحكومة قلعة بومباي ٧ نوفمبر ١٨٣٥.
(*) سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد البوسعيدي حكم في الفترة (١٢١٩ ـ ١٢٧٣ ه ١٨٠٤ ـ ١٨٥٦ م) من أبرز الشخصيات في أسرة البوسعيد ويعتبر عهده الذي امتد قرابة نصف قرن من بين أكثر العصور إزدهارا لعمان.