عام الفتح شيبة بن عثمان وأعطاه المفتاح وقال له : «دونك هذا ، أو أنت أمين الله على بيته» [٥٠٦٠].
قال محمّد بن سعد : فذكرت هذا الحديث لمحمّد بن عمر فقال : هذا وهل ، إنما أعطى رسول الله صلىاللهعليهوسلم المفتاح عثمان بن طلحة يوم الفتح ، وشيبة بن عثمان يومئذ لم يسلم ، وإنما أسلم بعد ذلك بحنين ، ولم يزل عثمان يلي فتح البيت إلى أن توفي ، فدفع ذلك إلى شيبة بن عثمان بن (١) أبي طلحة وهو ابن عمه ، فبقيت الحجابة في ولد شيبة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدّثني أحمد بن زهير ، أنا مصعب (٢) ، قال : شيبة بن عثمان بن أبي طلحة [دفع النبي صلىاللهعليهوسلم المفتاح إليه وإلى عثمان بن طلحة ، فقال : «خذوها يا بني أبي طلحة](٣) خالدة تالدة لا يأخذها منكم إلّا ظالم» ، فبنوا أبي طلحة هم الذين يلون سدانة الكعبة دون بني عبد الدار.
أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن علي بن عبد الله ، ثم أخبرني أبو الفضل [بن](٤) ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو الحسين بن المظفر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أحمد بن عبد الله بن البرقي ، قال : ذكر عثمان بن أبي طلحة ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة قال : كان العباس وشيبة بن عثمان آمنا ولم يهاجرا ، فأقام عباس على سقايته ، وشيبة على الحجابة (٥).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا خلّاد بن أسلم ، نا عبد الرّحمن المحاربي ، عن أبي إسحاق الشيباني ، عن واصل ، عن شقيق قال :
بعث معي رجل بدراهم هدية إلى الكعبة ، قال : فدخلت فإذا شيبة جالس على كرسي ، فأعطيته إيّاها ، فقال : ألك هذه؟ فقلت : لا ، لو كانت لي لم آتك بها ، قال : أما
__________________
(١) بالأصل : عن ، والصواب عن تهذيب الكمال.
(٢) نسب قريش ص ٢٥١ ـ ١٥٢.
(٣) الزيادة لازمة منا عن نسب قريش ، وتهذيب الكمال ٨ / ٤٢٢ نقلا عن المصعب الزبيري.
(٤) زيادة لازمة منا.
(٥) نقله المزي في تهذيب الكمال ٨ / ٤٢٢ وابن حجر في الإصابة ٢ / ١٦١.