ولا ريب ان هذا
النظام ساعد ايضا على تكوين اغنى الاطباء في العالم.
ويرجع سبب نمو هذا النظام الصحي غير
العادل وثباته ، الى ان مؤسسة الطب الامريكية وهي التي تضم في عضويتها اكثر من نصف
اطباء امريكا ، تغدق على اعضاء الكونغرس ورجال الحكومة اموالاً كي تصرفهم عن
المصادقة على قوانين اصلاح النظام الطبي في الولايات المتحدة.
ولتبرير هذا الواقع الصحي الظالم الذي
انشأته الفكرة الطبقية الامريكية ، ينتقد مناصر والنظام الامريكي فكرة سيطرة
الدولة على النظام الصحي ، واشراك الفقراء في العلاج ، ويزعمون ان ذلك يؤدي الى (
اشتراكية الطب ) التي تناقض النظرية الرأسمالية من الصميم. ولكن هؤلاء يتناسون ان
بعض المؤسسات الرأسمالية نفسها اشتراكية الطبع. فجهاز الشرطة تديره الحكومة وهو
بطبيعته اشتراكي المنشأ. فالمعتدى عليه لا يذهب الى شركة اهلية خاصة لاستئجار
الشرطي الذي يحميه ، بل ان جهاز الشرطة جهاز فيدرالي تسيطر عليه الدولة لحماية
الافراد ضد الاعتداءات المختلفة ، فكيف يتقبل المجتمع الرأسمالي « اشتراكية
البوليس » ويرفض « اشتراكية الطب » ؟ وكيف يقبل المجتمع الرأسمالي « اشتراكية
القضاء » الحكومي ويرفض « اشتراكية الطب » ؟ وكيف يقبل المجتمع الرأسمالي «
اشتراكية المطافئ » ويرفض « اشتراكية الطب » ؟
ومع ان النظام الصحي الرأسمالي الامريكي
اليوم ، يفتخر بتقدم علومه الطبية الحديثة ، ويرجعها الى اصل الفكرة التجارية
القائمة على اساس الربح والخسارة ، الا انه يستنكر في الوقت نفسه ان يكون الجانب
الانساني المدار في تقديم الخدمات العلاجية ، لان المؤسسة الطبية ـ كما