وخلاصة القول في النظام الغذائي الاسلامي ، ان الاسلام ـ في معرض عرضه للنظرية الصحية ـ لم يتطرق للنظام الوقائي بالتفصيل فحسب ، بل شجع الافراد في المجتمع الاسلامي على ممارسة منهج غذائي واضح المعالم يؤدي بهم في النهاية الى شاطئ السعادة الصحية والامن النفسي. ومن اجل توضيح هذا المنهج الاسلامي في التغذية ، لابد من ترتيب النقاط التالية :
اولاً : التأكيد على آداب الشيء المأكول ؛ بمعنى ان الشريعة حببت للمكلفين تقليل كمية الطعام الذي يتناوله الفرد ، واعتدال درجة حرارته وقت التناول ، وتقديم الملح على الطعام ، ومص الماء مصّاً ، والاعتدال في أكل اللحوم المطبوخة جيداً ، والاهتمام بتناول الفاكهة والخضروات والخبز ، ومنتوجات الالبان بكافة انواعها.
ثانياً : التأكيد على آداب المائدة ، وهو تأكيد الشريعة على استحباب غسل اليدين قبل تناول الطعام وبعده ، والأكل بثلاث اصابع واطالة الجلوس على المائدة ، والتأكيد على المضغ الشديد ، وتصغير اللقمة المأكولة ، والأكل مجتمعاً مع الآخرين.
ثالثاً : التأكيد على آداب الآكل ، وهو تأكيد الشريعة على استحباب تناول الطعام وقت الاحساس بالجوع ، واكماله قبل الشبع ، وتفريغ البدن من الفضلات قبل النوم.
رابعاً : وجوب التذكية الشرعية ، وهو دليل قوي على ارتباط حلية المأكولات اللحمية بالقضايا التعبدية من جهة ، والصحية من جهة اخرى ،