ثانياً
: النظام الغذائي
ولا يمكن المواظبة على العمل والانتاج
وطلب العلم ما لم يقم الفرد باتباع نظام غذائي يبعث فيه كل الوان الطاقة والنشاط
والتفكير ، وعليه نبّه رب العزة بقوله : (
كُلُوا
مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً
) ، وقوله ايضاً : ( كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ
وَاشْكُرُوا للهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ
) . ومع ان تناول الطعام في نفسه يعدّ
امراً ضرورياً ، الا ان الاحاديث الواردة في اهمية تناوله ، اكدت جميعاً على ضرورة
تقليل كمية المتناول منه ، واشارت الى اهمية اقتصاره على الاساسيات التي تقوي صلب
الفرد وتمنحه النشاط المطلوب ، فقد ورد عن الامام جعفر بن محمد (ع) قوله : ( قلة
الاكل محمودة في كل حال وعند كل قوم لأن فيه مصلحة للظاهر والباطن ) .
وبطبيعة الحال ، فان الاسلام اهتم
باخلاقية تناول الطعام ، واعتبر الاسلوب الجمعي في الاكل افضل من الناحية الصحية
والاجتماعية من الاسلوب الفردي. فقد ورد في الروايات استحباب تكثير الايدي على
الطعام عائلياً او مع ضيوف ، فعن رسول الله (ص) ورد قوله عندما سألوه « انا نأكل
ولا نشبع ؟ » : ( اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه ) ، وقوله (ص) ايضاً : ( الطعام اذا جمع
اربع خصال فقد تم : اذا كان
__________________