أحمد بن علي الأبّار (١) ، نا أحمد بن أبي الحواري ، نا إسحاق بن محمّد الموصلي ، قال : قال أبو حازم :
إن بضاعة الآخرة كاسدة ، فاستكثر منها في أوان كسادها ، فإنه لو قد جاء أوان نفاقها لم تصل منها إلى قليل ولا كثير ـ وفي حديث محمود : فاستكثروا منها ؛ وفيه : فإنه لو قد جاء يوم نفاقها. والباقي مثله (٢).
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله الفضيلي ، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر بن عقيل ، نا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب المروزي ، نا إبراهيم بن الأشعث قال : سمعت الفضيل يقول : قال أبو حازم :
اشتدت مئونتان : مئونة الدنيا ، ومئونة الآخرة ، فأما مئونة الآخرة فإنك لا تجد لها أعوانا ، وأما مئونة الدنيا فإنك لا تضرب يدك على شيء منها ، إلّا وقد وجدت فاجرا قد سبقك إليها.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس الأصم ، نا عبد الله بن هلال ، نا أحمد بن أبي الحواري ، نا إسماعيل بن عبد الله قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : سمعت أبا حازم يقول :
اشتدت مئونة الدين والدنيا ، قيل : وكيف ذاك يا أبا حازم؟ قال : أما الدين فليس تجد عليه أعوانا (٣) وأما الدنيا فليس تريدك (٤) إلى شيء منها إلّا وجدت فاجرا قد سبقك إليه (٥).
قال (٦) : وأنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو يحيى محمّد بن محمّد السّمرقندي ـ ببخارى ـ نا محمّد بن نصر الإمام ، نا محمّد بن يحيى الأزدي ، حدّثني
__________________
(١) بالأصل : «الأبان» خطأ والصواب ما أثبت عن م ، ترجمته في سير الأعلام ١٣ / ٤٤٣.
(٢) الخبر في حلية الأولياء ٣ / ٢٤٢.
(٣) بالأصل وم «أعرابا» والمثبت عن الحلية وسير الأعلام.
(٤) كذا ، وفي المصدرين السابقين : «تمد يدك» وفي م أيضا : تمدّ يدك.
(٥) الخبر في حلية الأولياء ٣ / ٢٣٨ وسير الأعلام ٩ / ٩٧.
(٦) يعني أبا بكر البيهقي.