عباس بن محمّد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : قال أبو حازم : نعمة الله علي فيما زوى عني من الدنيا أعظم مما أعطاني منها ، لأني رأيت قوما أعطاهم ـ زاد المالكي والأصم : من الدنيا وقالوا : ـ فهلكوا.
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا الفضيل بن أبي منصور ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن عقيل ، نا محمّد بن نصر ، نا يحيى ، أنا فضيل بن عياض ، عن أبي حازم قال :
وجدت الدنيا شيئين : شيئا منها هو لي فلن أعجله قبل أجله ، ولو طلبته بقوة السموات والأرض ، وشيئا منها هو لغيري ، فذاك ما لم أنله فيما مضى ، ولا أرجوه فيما بقي يمنع الذي لغيري مني ، كما يمنع الذي لي من غيري ، ففي أي هذين أفني (١) عمري (٢)؟
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن الخطاب.
ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الفتح الأنصاري ، وأبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الدّاراني الكنانيان (٣) قالا : أنا سهل بن بشر ، قالا : أنا محمّد بن الحسين بن الطّفّال ، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الله الذّهلي ، نا أحمد بن محمّد بن المستلم ، نا عصمة بن الفضل ، نا يحيى ، عن فضيل بن عياض ، قال : حدثت عن أبي حازم قال : وجدت ما أعطيت من الدنيا شيئين : شيء منها يأتي أجله قبل أجلي فأغلب عليه ، وشيئا منها يأتي أجلي قبل أجله فأتركه لمن بعده ، ففي أي هذين أعصى ربي؟
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد ، أنا أبو بكر بن إسماعيل ، وأبو عمر بن حيّوية قالا : نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله ، أنا رجل ، عن أبي حازم قال : وجدت الأشياء شيئين : شيئا لي وشيئا ليس لي ، فأما ما كان لي فلو كان في ذنب الريح لأدركته حتى آخذه ، وأما ما لم يكن لي فلو اجتمع الخلق على أن يجعلوه لي ما قدروا عليه ، ففيم الهمّ هاهنا؟
__________________
(١) بالأصل : «أفي» والصواب ما أثبت عن م ، وانظر حلية الأولياء.
(٢) الخبر في حلية الأولياء ٣ / ٢٣٨.
(٣) في م : الكتانيان.