عن أبي حازم أنه قال : انظر كلّ عمل كرهت الموت من أجله فاتركه ، ثم لا يضرك متى متّ (١).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور ، وعبد الباقي بن محمّد بن غالب ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أبو محمّد عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمّد ، نا زكريا بن يحيى المنقري ، نا الأصمعي ، نا عبد العزيز بن أبي حازم ، قال : قال أبو حازم : كلّ عمل يكره الموت من أجله فدعه لا يضرك متى ما أتاك الموت.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان.
ح وأخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو الأصبهاني ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، نا أبو الحسن اللبناني ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد ـ هو ابن الحسين ـ حدّثني خالد بن يزيد القرني ، حدّثنا ـ وفي حديث اللبناني : حدّثني ـ عبد العزيز بن أبي حازم ، قال : سمعت أبي يقول :
إنما أهل الدنيا من الموت على وجل ، لم يقطعوا سفرهم ، ولم يبلغوا غايتهم ، ولم يطمئنوا في قرارهم ، إنما ينتظر أهل الدنيا صيحة واحدة تأخذهم ، وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ، ولا إلى أهلهم يرجعون.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنا أبو نصر محمّد بن عمر ، أنا أبو سعيد الصيرفي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن أحمد الصّفّار ، أنا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، حدّثني يحيى بن عبد الملك بن يزيد النوفلي ، قال : سمعت أبي يذكر أنه شهد جنازة فيها أبو حازم الأعرج ، فقعد على شفير القبر ، فجعل ينظر إليه ثم رفع رأسه فقال لبعض أصحابه : ما ترى؟ قال : أرى حفرة يابسة ، وأرى جنادل صمّاء ، فقال أبو حازم : أما والله لتمهدنه لنفسك ، أو لتكونن معيشتك فيه معيشة ضنكا ، قال أبي : فبكيت والله يومئذ بكاء شديدا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد ،
__________________
(١) حلية الأولياء ٣ / ٢٣٨.