وحضور أجلك ، فمن يلزم الحدث في سنه ، الجاهل في علمه ، المافون في رأيه ، المدخول في عقله ، إنا لله وإنا إليه راجعون على من المعوّل ، وعند من المستعتب؟ نحتسب عند الله مصيبتنا ، ونشكو إلى الله بثنا ، وما نرى منك ، ونحمد الله الذي عافانا مما ابتلاك به ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا الفضيل بن يحيى الفضيلي ، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عقيل بن الأزهر ، نا محمّد بن نصر ، نا يحيى بن يحيى ، أنا عبد العزيز بن أبي حازم ، قال : سمعت أبي وهو يقول :
كل حال لو جاءك الموت وأنت عليها رأيته غنيمة فالزمه ، وكل حال إذا جاءك الموت وأنت عليه رأيته مصيبة فاعتزله.
أخبرنا أبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الماليني ، أنا أبو محمّد عبد الله بن أبي بكر بن أحمد السّقطي المقرئ ، نا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن محمّد الجارودي ـ إملاء ـ نا أبو سعيد محمّد بن أحمد بن عبد الرحيم الإيادي ، أنا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي ، نا قتيبة بن سعيد ، نا يعقوب ، عن أبي حازم أنه قال : انظر الذي تحبه أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم ، والذي تكره أن يكون معك فاتركه اليوم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد ـ هو ابن الحسين ـ نا يعقوب بن محمّد بن عيسى الزهري ، عن عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه ، قال :
قال عمر بن عبد العزيز : عظني يا أبا حازم ، قال : قلت : اضطجع ثم اجعل الموت عند رأسك ، ثم انظر ما تحب أن يكون قبل تلك الساعة فخذ فيه الآن ، وما تكره أن يكون قبل تلك الساعة فدعه الآن (١).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الوفاء طاهر بن الحسين بن أحمد بن القواس.
__________________
(١) الموعظة نقلها ابن الجوزي في سيرة عمر بن عبد العزيز ص ١٥٩.