ما المخرج مما نحن فيه؟ قال : تنظر ما عندك فلا تضعه إلّا في حقه وما ليس عندك فلا تأخذه إلّا بحقه ، قال : ومن يطيق هذا؟ قال : فمن أجل ذلك ملئت جهنم من الجنة والناس أجمعين ، فقال له : ما مالك؟ قال : ما لان قال : ما هما؟ قال : الثقة بما عند الله ، والإياس مما في أيدي الناس ، قال : ارفع إليّ حوائجك ، قال : هيهات قد رفعتها إلى من لا يختزل الحوائج دونه فإن أعطاني منها شيئا قبلت ، وإن زوى عني منها شيئا رضيت (١).
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو محمّد المصري ، أنا أبو بكر الدّينوري ، نا إبراهيم بن حبيب ، نا عبد الصمد ـ هو ـ ابن يزيد ، نا سفيان بن عيينة قال
أخبر أبو حازم سليمان بن عبد الملك بوعيد الله للمذنبين فقال سليمان : فأين رحمة الله؟ فقال أبو حازم : (قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)(٢).
قال : ونا أحمد الدّينوري ، نا إبراهيم بن دازيل ، نا يحيى بن صالح الوحاظي ، نا سليمان بن بلال قال : بعث بعض خلفاء بني أمية إلى أبي حازم بمال فردّه (٣) فقال له : يا أبا حازم خذ فإنك مسكين قال : كيف أكون مسكينا ومولاي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى؟
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أخبرني علي بن أيوب القمي ، أنا محمّد بن عمران بن موسى ، أخبرني إبراهيم بن خفيف المرثدي (٥) ، أخبرني محمّد بن بهتام (٦) الأصبهاني ، نا يحيى بن مدرك الطائي ، أنا هشام بن محمّد الكلبي قال : ذكر أن سليمان بن عبد الملك قدم المدينة فأرسل إلى أبي حازم فأتاه فقال له سليمان : يا أبا حازم ما هذا الجفاء؟ قال : وأي جفاء رأيت مني؟ قال : أتاني أهل المدينة ولم تأتني قال : يا أمير المؤمنين وكيف يكون إتيان من غير معرفة
__________________
(١) انظر حلية الأولياء ٣ / ٢٣٢ و ٢٣٣ و ٢٣٧.
(٢) سورة الأعراف ، الآية : ٥٦.
(٣) بالأصل «فورده» خطأ والصواب ما أثبت عن م.
(٤) الخبر في تاريخ بغداد ٦ / ٦٩ في ترجمة إبراهيم بن خفيف مولى عبد الله بن بشر المرثدي.
(٥) عن تاريخ بغداد وبالأصل وم «المرندي».
(٦) في تاريخ بغداد : بهنام.