قال أبو خالد (١) قال البراء : حدّثني عبد الله بن عبد الله العامري أن سعيد بن عمرو الحرشي لقي ابن خاقان فبيتهم فقتلهم عظيمة وهرب طاغية الخزر ، وكتب بالفتح إلى هشام [بن عبد الملك](٢).
قال خليفة (٣) : وفي سنة ثلاث عشرة ومائة ولّى هشام أخاه مسلمة أرمينية وأذربيجان ، وعزل سعيد الحرشي فولّى مسلمة عبد الملك بن مسلم (٤) ، ثم سار مسلمة فأخذ سعيد بن عمرو فقيده وحبسه ، فبعث هشام فأخرجه من الحبس (٥).
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد الأنصاري ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ ، أخبرني الوليد ، حدّثني عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر :
أن صاحب الخزر كايد هشاما بإرساله رجلا من العرب قد سماه لنا فنسيته ، قد كان أصاب أهله وولده ، وجعل له تخلية سبيل أهله وولده بإبلاغه تلك الرسالة إلى هشام والرجعة إليه بخبر ما يبلغه ، وحمله على بريد المسلمين ، فأقبل متحزما حتى دخل على هشام ، فقال : السّلام عليك يا أمير المؤمنين ، الجرّاح بن عبد الله يقرأ على أمير المؤمنين السّلام ، ويخبره بسلامته وبسلامة من معه من المسلمين بمكان كذا وكذا ، وأنه من عدوّه منتصف ، ويعزم على أمير المؤمنين ليردّني إليه بعد إبلاغي الرسالة بخبر أمير المؤمنين ، قال : ويحك من غير كتاب؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : فدعا بدوابّ البريد فحمله من ساعته ، وأقام هشام يومه حتى إذا كان من غروب الشمس قال لخاصّته : ويحكم رسول الجرّاح يأتيني بغير كتاب ثم رجع لم يأتني مصداق لخبره من صاحب بريد ولا عامل ، إن نحن إلّا في مكر من عدوّنا ، عليّ بسعيد الحرشي. فأتي به فقعد له في عشرة من قومه على البريد ، وقال له : سر في أصحابك ، فإن قدمت والجرّاح حي فأنت مدد له ، وإن كان قتل فأنت أمير على أرمينيّة ، حتى يأتيك رأي أمير المؤمنين ، وعقد له هشام بيده ، ودفع إليه اللواء وقال : ادع حاملا ، فنادى سعيد : يا فرج فقال
__________________
(١) المصدر السابق نفسه ص ٣٤٣.
(٢) زيادة منا للإيضاح.
(٣) تاريخ خليفة ص ٣٤٤.
(٤) في خليفة : بن مسلمة.
(٥) بالأصل : الجيش ، والصواب عن خليفة وم.