ويعرف بالحزامي : كان من أئمة الحديث بالمدينة ، يروي عن سفيان بن عيينة ، وابن وهب ، ومعن بن عيسى ، وابن أبي فديك ، وابن أبي ضمرة ، والوليد بن مسلم ، وخلق كثيرين ، وقيل : إنه حفظ عن مالك مسألة ، ولذا ذكره الخطيب في الرواية عنه ، وهي : أنه سمع رجلا سأل مالكا عن الإيمان؟ فقال : الإيمان قول وعمل ، قال ابراهيم : يزيد وينقص ، رواها عنه : أحمد بن زيد القزاز ، وفي سندها نظر ، وممن روى عنه : البخاري ، وابن ماجه ، وأحمد بن ابراهيم ـ أبو عبد الملك البسري ، وثعلب النحوي ، وبقي بن مخلد ، وابن أبي الدنيا ، وأبو جعفر محمد بن أحمد الترمذي ، ومحمد بن ابراهيم البوشنجي ، ومطين ، ومسعدة بن سعد العطار ، وعمران بن موسى السختياني الجرجاني ، وخلق ، قال ابن وضاح : لقيته بالمدينة ، وهو ثقة ، وقال صالح جزرة : صدوق ، وكذا قال أبو حاتم ، وقال عثمان الدارمي : رأيت يحيى بن معين كتب عنه أحاديث ابن وهب ظننتها المغازي ، وقال عبدان بن أحمد الهمداني : سمعت أبا حاتم يقول : إنه أعرف بالحديث من ابراهيم بن حمزة ، إلا أنه خلط في القرآن ، جاء إلى أحمد بن حنبل ، فاستأذن عليه فلم يأذن له ، وجلس حتى خرج فسلم عليه ، فلم يرد عليه أحمد السلام ، وقال الأثرم : سمعت أبا عبد الله ـ يعني : أحمد ـ يقول : إيش يبلغني عن الحزامي؟ لقد جاءني بعد قدومه من المعسكر ـ يعني : كونه خرج إلى ابن أبي داود ، قاصدا له من المدينة ـ فلما رأيته أخذتني ـ أخبرك ـ الحمية ، فقلت : ما جاء بك إلي؟ ـ قالها أبو عبد الله بانتهار ـ قال : فخرج فلقي أبا يوسف ـ يعني : عمه ـ فجعل يعتذر ، وقال ابن وضاح : لقيته بالمدينة ، وهو ثقة ، وقال الزبير بن بكار : كان له علم بالحديث ، ومروءة وقدر ، وقال يعقوب الفسوي : مات في المحرم ـ صادرا من الحج بالمدينة ـ سنة خمس ـ أو ست ـ وثلاثين ومائتين ، وهو مترجم في الشافعية عبد الحميد الآتي.
١٣٩ ـ ابراهيم ـ برهان الدين ـ بن جماعة الحموي : عم القاضي عز الدين بن جماعة ، قال ابن صالح : جاور بالمدينة ، وخطب بها جمعة واحدة آخر مرة عرضت للخطيب ، وقد صحبته فيها وتحاببنا ، وأخذت عنه بعض الفوائد ، وكان من محافيظه : المفضل للزمخشري ، وقال لي : إنه ارتحل إلى القاهرة ، وعرضه على عمه البدر بن جماعة ، وأخذت عنه من نظم عمه المذكور قوله :
لم أطلب العلم للدنيا التي اتفقت |
|
من المناصب ، أو للجاه والمال |
لكن سابقة الإسلام فيه ، كما |
|
كانوا ، فقدر ما قد كان من مال |
وخطب ببيت المقدس نيابة عن ابن عمه ، ومات بالقدس ، أظنه سنة أربع وستين وسبعمائة ، ودفن هناك ، وكان يعمل طعاما في المولد النبوي ويطعم الناس ، ويقول : لو تمكنت عملت بطول الشهر كل يوم مولد ، انتهى. قال ابن سند : وكانت وفاته ـ بعد أن ثقل